الشعور بالأمن والأمان الذي لا تشوبه شائبة ولا ينغّصه أو يكدّره خوف ولا وجل، واحد من أهمّ ما يتمتع به كل من يعيش على أرض الإمارات مواطناً كان أو مقيماً، وهو أول ما ينتاب كل من يأتي إليها زائراً أو عابراً، إذ تغمره الطمأنينة والراحة النفسية، ويحسّ بأنه محاط بالحماية الكاملة والرعاية الشاملة، وذلك على الرغم من عدم وجود مظاهر أمنية واضحة أو كثيفة، والانفتاح والحرية التي يتميز بهما المجتمع.
هذه النعمة التي لا تقدّر بثمن، والتي لا تستقيم الحياة من دونها ولا يصفو العيش ولا يهنأ في غيابها، لم تتحقق لنا بمحض المصادفة ولا هي جاءت من فراغ، إنما هي نتاج سياسة حكيمة ورؤية سديدة لقيادة اتخذت من توفير الحياة الكريمة والعيش الهانئ الرغيد لشعبها هدفاً تتفرّع منه كل الأهداف والسياسات والمشاريع، وجهود لا حدود لها لمؤسسات وأجهزة يصل رجالها الليل بالنهار ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل أن يظل كلّ من يعيش على هذه الأرض الطيبة آمناً في بيته على نفسه وماله وأهله، مطمئناً أن كل ذلك مصان ومحفوظ.
اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على أن تظل الإمارات على الدوام واحة أمن وأمان يتجلّى في أوضح صوره في تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال افتتاحه يوم الأربعاء الماضي منظومة منصات إطلاق الطائرات من دون طيار في دبي، أن المنظومة الأمنية العالية الكفاءة التي نجحت دولة الإمارات في توطيد أركانها وأمدّتها بكل المقومات التي تمكّنها من أداء رسالتها على الوجه الأكمل، تُعدُّ من أهم ركائز مسيرة التنمية الشاملة في الدولة.
إن ما حققته دولة الإمارات من نهضة شاملة وقفزات كبيرة في المجالات المختلفة، وما وصلت إليه من تطور وازدهار لم يكن ليتحقق على الوجه الذي نلمسه اليوم لولا ما تتمتع به من استقرار أمني جعلها مقصداً ومحجّاً للمبدعين والباحثين عن البيئة المثلى والفرصة الفضلى لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، أو لاستثمار أموالهم في بيئة يأمنون فيها بشكل كامل على كل جوانب حياتهم.
نعم، ستظل الإمارات بلد الأمن والأمان، فطوبى لها لأنها تبنّت مبادئ وقيم الإنسانية والأخوّة بين الناس ورسختها، وجعلت من السلام والمحبة والتعايش، ومدّ يد الصداقة للجميع، سياسة ثابتة في تعاملها مع القريب والبعيد، فاستحقت احترام وتقدير ومحبة العالم بدوله وشعوبه، وحرصت إلى جانب ذلك كلّه على أن تحيط سور الوطن برجال نذروا أنفسهم للسهر على راحته، وعاهدوا الله والقيادة على ألا يسمحوا بأي محاولة للعبث بأمنه وطمأنينته.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.