غالبا ما يكون للمدربين في المدارس الثانوية تأثير كبير على لاعبيهم. في المدرسة الثانوية الكلاسيكية في بروفيدنس، ريد آيلاند، كان مدرب كرة القدم الخاص بي اسمه «مورو» بطلاً وطنياً للناشئين في رياضة رمي القرص، وحاكم راية صعب المراس في فريق كرة القدم في كلية بوسطن (BC)، وعلى الرغم من أنه مات منذ أكثر من 16 عاما، إلا أنني أفكر في كلماته كثيراً هذه الأيام. كان مورو من المدرسة القديمة، يمسك بأقنعة الوجه ويلوي رؤوسنا ويضربنا أحيانا. أتذكر أنه في الاستراحة بين الشوطين، كان يحذرنا من أن سيضربنا بقوة أكثر من أي خصم. كان يبدو وكأنه رجل فظيع، لكنه لم يكن كذلك. لقد أدرك، وجعلنا نرى، أن أكبر خصم لنا في الحياة هو أنفسنا.

إذا تمكنا من تقديم أفضل ما لدينا، فسنتمكن من تحقيق الفوز. يبدو أن أحد «دروس مورو» ذات صلة بشكل خاص بالوضع الذي نحن فيه الآن في الجائحة: غالباً ما قال إنه في وقت متأخر من المباراة، عندما يكون الفريقان متعبان، يصبح بعض اللاعبين متكاسلين بينما يركز الآخرون بطريقة أو بأخرى أكثر ويضغطون -ويفوزون. لقد أوضح ذلك من خلال فيلم لمباراة بين فريقي BC وتينيسي في عام 1941.

في نهاية المباراة حيث كانت النتيجة هي التعادل، وفي لعبة رئيسية، أطاح مورو بأحد لاعبي فريق تينيسي الأميركي ليعيقه عن اللعب. وأوضح الفيلم أن لاعب تينيسي كان بإمكانه أن ينهض بسهولة ويوقف المباراة. ولكنه كان متعباً للغاية ولم يحاول القيام بذلك. وعندئذ سجل فريق بوسطن هدفاً وفاز في المباراة. الوضع اليوم يشبه كثيراً الوضع الذي تحدث عنه مورو. فكلنا متعبون، ونريد أن ينتهي فيروس كورونا أكثر من أي شيء آخر.

حقيقة أننا نستطيع رؤية النهاية - أو على الأقل ما نأمل أن تكون النهاية - تجعلنا أكثر حرصاً على الاندفاع للوصول إليها. ستحدد المتغيرات المستقبلية ما إذا كانت النهاية قريبة حقاً، في غضون ذلك، تتخلى بعض الدول عن القيود.

في بعض الأماكن، قد تكون هذه الخطوة معقولة، وفي حالات أخرى، تكون سابقة لأوانها. لهذا السبب، يصبح ما يفعله الأفراد أكثر أهمية من أي وقت مضى. حان الوقت للتركيز. إنني لا أنشد الكمال في كل شيء، ولا أؤمن بأن كل الأمور يجب أن تتم على أكمل وجه. هناك بعض الأشياء يتعين القيام بها على الرغم من أنها لا تستحق الوقت أو الطاقة اللازمتين للقيام بها بشكل جيد.

ولكن يجب القيام ببعض الأشياء بشكل جيد، والانتباه إلى مرض كوفيد-19 هو أحد هذه الأشياء. هذا لا يعني عزل نفسك، والعيش في صندوق. هذا يعني أن تكون حذرا ومتأنيا. وهذا يعني، بالإضافة إلى التطعيم والأقنعة، اتباع التعليمات الثلاثة التي تتبعها اليابان وهي: تجنب الازدحام وتجنب الاتصال الوثيق وتجنب الأماكن المغلقة. فقد ساعد هذا النهج اليابان على الحد من عدد وفيات الوباء إلى أقل من 20800 خلال العامين الماضيين. من أهم أسئلة السياسة العامة الناشئة عن الوباء هو إذا ما كان نجاح اليابان نسبياً في التعامل مع هذا الوباء يُعزى إلى الامتثال شبه العالمي للثلاث نقاط، والالتزام بارتداء القناع، واتباع نهج مختلف لتتبع الاتصال والضوابط الانتقائية، ومقدار ما يُعزى إلى عوامل أخرى مثل قلة دور رعاية المسنين.

لو كانت الولايات المتحدة تضاهي اليابان في الأداء، لكان عدد الوفيات بين الأميركيين منذ بداية كوفيد يقترب من 55000 فقط، بدلا مما يزيد على 920000. بالنسبة لي، فإن الانتباه لكوفيد-19 يعني مراقبة الظروف المحلية والتكيف معها. في نيو أورلينز، كما هو الحال في معظم الأماكن الأخرى، تتراجع موجة أوميكرون بسرعة، لكن الأرقام المطلقة لا تزال مقلقة. في الوقت الحالي، لا أرتدي قناعا في الهواء الطلق. أخرج لتناول القهوة كل صباح ولكني أجلس بالداخل فقط إذا كنت بجوار باب مفتوح. كما أنني أختلط مع الأصدقاء الذين يتسمون بنفس القدر من الحذر.

أذهب إلى المطاعم، أتناول الطعام بالخارج. حتى أنني أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، وهو نشاط شديد الخطورة، لكنني أرتدي القناع وأتمرن بجوار النوافذ المفتوحة. عندما تصبح الأرقام جيدة بما يكفي، سأعود لتناول الطعام بالداخل وأترك قناعتي في الداخل. ولكن ليس بعد. حتى ذلك الحين، فإنني أسير على خطة «مورو».

جون إم باري

*مؤرخ أميركي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست ويلومبيرج نيوز سيرفس»