كان قائداً استثنائياً ومؤسساً عظيماً لدولة الاتحاد، وبقيادته انطلقت أعمال البناء والنهضة والتنمية الحقيقية كما تطمح إليها كل المجتمعات والشعوب في العالم.

إنه باني نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والذي لم يأت لقبه «حكيم العرب» من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجارب واقعية خاضها في البناء والتعمير والنهوض ومجابهة التحديات، متحلياً بما كان له من بصيرة عميقة جعلته قائداً ملهماً، فتمكن من بناء دولة قوية رغم كل الصعوبات التي واجهته، خصوصاً محدودية الموارد في ذلك الوقت.

لقد امتلك الشيخُ زايد «رحمه الله» الرؤيةَ والبصيرةَ، كما امتلك الحكمةَ والإرادةَ والصبرَ كي يحوّل رؤيتَه تلك إلى واقع ملموس. لذا نجد أنه حرص على التعامل مع الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية، بل تعاطى معهم بكل احترام وإيجابية. كان «طيب الله ثراه» مثالاً لاحترام الآخر الديني والثقافي المختلف، إذ كان يتعامل مع الإنسان بوصفه إنساناً قبل كل شيء، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.. وهو مبدأ عظيم يمكن أن نلمس نتائجه اليوم، حيث تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الأكثر تنوعاً لناحية الجنسيات التي تقيم على أرضها. وإلى ذلك فقد أدرك الشيخ زايد في وقت مبكر أهميةَ الاستدامة، فحرص على البيئة وعمل من أجل المحافظة عليها، كما حرص على إدارة الموارد الطبيعية بشكل عقلاني وحكيم، أي وفق أساليب وسياسات الاستدامة، وذلك من أجل تحقيق إنجازات اجتماعية واقتصادية مستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها. وعلى الصعيد الدولي، أقام الشيخ زايد لدولة الإمارات العربية المتحدة أقوى وأسع العلاقات في العالم، مما جعلها قطباً له أهميته بين الدول العربية والأجنبية.

ولطالما كانت أقوال الشيخ زايد في مختلف مجالات الحياة زاخرةً بالكثير من المعاني الإنسانية الراقية التي تحمل في طياتها القيمةَ الرمزيةَ والمعنويةَ الكبيرةَ للغاية. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر كلماته التي كانت تقول بأن لا خير في المال إن لم يسخّر لخدمة أبناء شعبه الذي كان يكنُّ له الكثير من معاني الحب والوفاء.

وبالطبع فقد سار أبناء زايد الملهم على طريقه ونهجه، وهم مستمرون في السير، بما يواكب ظروف العصر ومقتضيات المرحلة، ولذا فقد استطاعوا الوصول بدولة الاتحاد إلى أعلى المراتب والمؤشرات في مختلف مجالات الحياة التنموية، وحجزوا لها موقعاً مهماً ومرموقاً بين دول العالم. ونحن كخليجيين نفخر بوجود قادة ناجحين قادوا بلادهم إلى بر النماء والازدهار، وفق رؤية ثاقبة، لتظل ذكرى زايد حيةً خالدةً في نفوسنا كخليجيين.

*كاتب كويتي