أثبتت دولة الإمارات، منذ عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أنها فاعل رئيسي وشريك مهم في جهود السلام، سواء الإقليمية أو الدولية. وأكدت تحت قيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، نهجَ الدبلوماسية في علاقاتها مع دول العالَم، وأداءَ دور إيجابي وفاعل لتحقيق الأمن والسلام في مناطق العالم المختلفة.
وترسّخ هذا المبدأ بصورة جليّة أكثر تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي تشهد دولة الإمارات في عهده حِراكًا دبلوماسيًّا متناميًا ومرحلة سياسية جديدة تسعى فيها الدولة إلى بناء الجسور، وتعظيم القواسم والعمل المشترك مع الأصدقاء والأشقاء، لضمان عقود مقبلة من الاستقرار الإقليمي.
وتسترشد سياسة دولة الإمارات الخارجية بوثيقة مبادئ الخمسين، وتحديدًا المبدأ الثالث الذي يعتبر السياسة الخارجية أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية. فهدف السياسة هو خدمة الاقتصاد، وهدف الاقتصاد هو توفير حياة أفضل لشعب الإمارات، لذا فإن جانبًا كبيرًا من تحركات الدبلوماسية الإماراتية الحالية ما هو إلا ترجمة لوثيقة الخمسين، والرباط الوثيق الذي أبرمته هذه الوثيقة بين السياسة والاقتصاد، وكيف أن الدبلوماسية ينبغي أن تحقق أهداف السياسة الاقتصادية، وأن التركيز خلال الفترة المقبلة سينصبّ بشكل كامل على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، ما يرسم منظومةً متكاملةً للسياسات الاقتصادية والعمل الدبلوماسي.
وقد برزت الدبلوماسية الإماراتية في ظِلّ قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في ثلاثة أمورٍ عالمية: أولها أزمة «كوفيد-19» التي تألّقت فيها دبلوماسية الإمارات الإنسانية، إذ شكلّت المساعدات التي قدّمتها الدولة 80% من حجم الاستجابة الدولية الإنسانية الموجَّهة للدول المتضررة من الجائحة، واستفادت من هذه المساعدات 135 دولةً حول العالم.
وثانيها، أن الخطوة الشجاعة والحكيمة التي اتخذتها الدولة بالانضمام إلى «الاتفاقيات الإبراهيمية» تعبّر عن القناعة الراسخة لدى القيادة الإماراتية بأن السلام لن يعمَّ الشرق الأوسط إلا بالحوار والتقارب والعمل الدبلوماسي، وهي خطوة تمنح الفرقاء والخصوم الإقليميّين فرصةً حقيقيةً لبناء شرق أوسط مزدهر وآمن ومستقر.
وثالثها، الزيارة الأخيرة التي أجراها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى روسيا، والتي أكدت مكانةَ الإمارات في الدبلوماسية العالمية، وقدرتَها على أداء دور وسيط السلام حتى في أحلك الصراعات الدولية، ويشهد على هذا ترحيبُ كلٍّ من موسكو وكييف باستمرار جهود الوساطة الإماراتية لإيجاد تسوية سياسية لأحد أخطر الصراعات التي شهدها القرن الحادي والعشرون.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.