يدُ الخير الإماراتي ممدودة ومبسوطة على الدوام للشعب الباكستاني، تفيض عطاءً بلا حدود ولا منّة، ولا بحث عن سمعة، هدفُها كما هو في كلّ مبادراتها الإنسانية التي تجوب أصقاع المعمورة وتصل إلى أقاصي الأرض، إعانةُ شعب هذا البلد على مواجهة تحدّيات الحياة، ودفع شبح المرض والجوع عن أبنائه، منطلقةً نحو ذلك من مبادئ راسخة وقِيم أصيلة تقوم على تقديس الحق في الحياة، وتوثيق عرى الأخوّة في الإنسانية بين الناس على اختلاف معتقداتهم وألسنتهم وألوانهم.

إنه إرْث زايد الخير، الذي استلهمه أبناؤه وحرصوا عليه وحافظوا على العهد، ليواصلوا بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الوقوف مع باكستان في كلّ الظروف، فيُغيثوا الملهوف ويساندوا المكروب ويضمّدوا جِراح المنكوب، فلا تمرُّ بشعب هذا البلد، العزيز على قلوب قيادة الإمارات وشعبها، أيّةُ ضائقة أو محنة أو كرب، إلا وتكون هي أول من يقف إلى جانبه على المستويات كلّها، وتظلّ كذلك وبكل ما استطاعت إليه سبيلًا، حتى يتعافى ويتجاوز ما مرَّ به بسلام، ويطمئنّ فؤاده.

في هذا الإطار، وضمن هذا النهج الطيّب الممتدّ جيلًا بعد جيل، يأتي افتتاح معهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأمراض القلب، في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان الباكستاني، الذي بدأ تقديم خدماته لأهالي الإقليم والأقاليم القريبة، كأول معهد تخصّصي لعلاج أمراض القلب في المنطقة، والأحدث على مستوى جمهورية باكستان الإسلامية، ليعمل بصفته مركزًا مرجعيًّا لمستشفيات وعيادات الإقليم في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب، وتشخيص مرض السرطان، وتقديم خدمات علاجية تخصّصية متميزة، على أيدي كوادر طبّية وفنّيةٍ حرصت إدارة المشروع على انتقائها وفق أعلى درجات الخبرة والكفاءة العلمية.

هذا المعهد، الذي أُنشِئ على مساحة تبلغ 121 ألفًا و406 أمتار مربّعة، هو بصمة إماراتية أخرى، وعلامة من علامات الحرص والاهتمام الكبيرَين اللذَين تُوليهما قيادتنا الرشيدة للمساهمة بكلّ ما يمكن في تحسين ظروف حياة شعب باكستان، خصوصًا في مجال مكافحة الأمراض والأوبئة التي تهدّد الصحة العامة، تضاف إلى مبادرات متعدّدة لطالما تركت أثَرها الطيّب في إنقاذ الأرواح، وفي مقدّمتها المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، الذي حقّق نتائج غير مسبوقة بتطعيم ملايين الأطفال ضدّ مرض شلل الأطفال في مناطق مختلفةٍ في مقدّمتها المناطق الصعبة والعالية الخطورة، ووضَع باكستان على عتبة القضاء النهائي والتامّ على المرض.

صرْح طبّي جديد تؤسّسه الإمارات على أرض باكستان، ليكون شاهدًا آخر على أن مسيرة العطاء الإنساني لهذا البلد الطيّب ستتواصل، لتعزّز أواصر الأخوّة الإنسانية مع كلّ من يحبّ الحياة ويتطلّع إلى السلام والخير والرفاهية لبني البشر.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.