تحتاج البشرية على مرّ العصور إلى التسامح الإنساني والحضاري الذي ينبُذ التعصب الديني، وروح التعالي على الآخر، ويؤكد مفهوم قبول الإنسان، على أساس أنّنا كلّنا إخوة، بصرف النظر عن العِرق أو الجنس أو اللون، وعلى أساس أن البشرية أصلها واحد.

ويوم أمس، الرابع من فبراير، احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة مع دول العالم بـ«يوم الأخوة الإنسانية»، الذي يجسّد معنى التسامح والوحدة بين البشر، ونشر قِيم التسامح وتقبُّل الآخر، حيث ترى الإماراتُ في احترام حقوق الإنسان أولويةً قصوى، ولَبِنة في دستورها منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأمر الذي يترجم عراقةَ قيم التسامح والتعايش السلمي، وحرية المعتقَد في الدولة.

ويمضي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بسفينة الوطن نحو آفاق أرحب من التقدم والنمو وحفظ حقوق الإنسان، على خطى الآباء المؤسّسين، استلهاماً من مرحلتَي التأسيس والتمكين، والمضيّ نحو مئوية حقوقية رائدة، وآفاق مستقبلية واعدة ومبشّرة، فسموّه امتدادٌ لمسيرة العطاء والنمو والازدهار للدولة.

وفي هذا الصدد، تبذل الإمارات جهوداً كبيرة وملموسة في نشر قيم التسامح والتعايش والمساواة واحترام الآخر، وتحقيق مبادئ الأخوة الإنسانية، وبفضل هذه الجهود أصبحت منارةً للسلام والتسامح والعيش المشترك. ولنبذ أشكال التعصب والتمييز كافة، أُطلِقت في الإمارات جملةٌ من المبادرات والبرامج والمشاريع الداعمة لنهج التسامح، وفق تخطيط دقيق، تم تحويله إلى استراتيجيات واضحة، لذا استحقّت أن تكون حاضنةً لـ «وثيقة الأخوة الإنسانية»، فأصبحت بذلك عاصمةً للتسامح العالمي، حيث يُعدّ تأسيس «البيت الإبراهيمي» على أرضها دليلاً حيّاً على روح التسامح الديني، ومثالاً رائعاً لالتقاء الشرق والغرب، والتقاء المسلمين بغيرهم.

وفي سبيل ذلك، جاء دستور الإمارات ليؤكد احترام وسلامة كل فرد، وضمان المساواة والعدالة الاجتماعية، مشدّداً على احترام الحريات الأساسية لجميع أفراد المجتمع الواحد، حيث دأبت منذ تأسيس الاتحاد على إنشاء مجتمع يسوده التسامح، وتتعدّد فيه الثقافات، ويعيش فيه الناس من شتّى أرجاء العالم بانسجام ووئام مع بعضهم بعضاً.

والمبادرات التي تُطلقها الدولة تؤدّي إلى مزيد من الحوار والتقارب بين الأديان، بحيث تنطلق من نقاط وأرضية مشتركة قائمة على عدم المساس بمعتَقدات الآخرين، وكلّنا أملٌ أن تحذو حذوها دولُ العالَم كافة حتى تعمّ القيم الإنسانية العالم أجمع. وستبقى الإمارات كما أرادها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، واحةَ الأمن والأمان، والطريق إلى عالمٍ أكثرَ سِلماً.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.