كثيرون يراقبون بإعجاب واندهاش كبيرين ما تُظهِره دولة الإمارات العربية المتحدة من طموح وتطلع جسدتهما بإنجازاتها وابتكاراتها المذهلة السريعة ونجاحاتها المبهرة في أكثر من محتوى واتجاه وعلى جميع الصعُد، بلا توقف ولا تردد، حيث انطلقت من إعمار الأرض بالعمران والتنمية وامتلاك الطاقة النووية السلمية والطاقة الخضراء المتجددة إلى غزو الفضاء الخارجي ومعانقة كواكبه. 

وكثيرون يتساءلون: لماذا أغلب المبادرات الخلاقة والبنّاءة في العالم العربي تأتي من دولة الإمارات دائماً، رغم كونها دولة فتية حديثة النشأة لم يمض على تأسيسها أكثر من خمسة عقود؟ 

والحقيقة أن الإمارات سبقت الزمن وتخطت كل الصعاب والحواجز والعقبات، ونجحت وتميزت في كثير من المشروعات العظيمة.. بتفوق مبهر ومذهل للغاية. ولعل كلمة السر في نجاحها الهائل هو إيمانها بالإنسان وقدراته واهتمامها بتطوير معارفه ومهاراته وتشجيعه على التطوير والابتكار والإبداع.. إلى جانب ما امتلكته من قدرة على استشراف المستقبل قبل غيرها من الدول التي تأسست ونهضت قبلها بعشرات العقود وسبقتها بعمرها الزمني وبتجارب وخبرات كثيرة ومتنوعة. 

وكثير من هذه الدول ذات التاريخ الطويل والحضارات القديمة تراجعت وفشل كثير من مشاريعها، وكثير من الدول مهدد اليوم بمخاطر التغير المناخي وبالتصحر وجفاف منابع المياه، علاوةً على الأزمات الاقتصادية ومشكلات الفقر والتضخم والغلاء والبطالة والديون. 

لكن في المقابل نجد أن دولة الإمارات أصبح لديها مخزون استراتيجي هائل من الخطط والخبراء والمهارات والدراسات المنهجية والابتكارات والرؤى الاستشرافية المستقبلية.. واستطاعت من خلال الاستثمار في الإنسان، وهو رأس المال الأهم، كسب رهان التخطيط وبناء المستقبل.
لقد استوعبت الإمارات ببصيرة وحكمةٍ ما يدور حولها من أحداث وتغيرات، وأعدت العدةَ ووضعت الخِططَ والرؤى لمئة عام القادمة، ضماناً لوتيرة النهوض وخطوات التطور المتسارعين. كما أنشأت هيئة فعالة لإدارة الأزمات، وأطلقت كثيراً من الحلول لمواجهة مشكلات المستقبل.. وكل ذلك ثبتت نجاعتها خلال التعامل مع جائحة كورونا التي استطاعت الإمارات أن تتخطاها باقتدار وتفوق كبيرين للغاية. 

وتعمل الهيئاتُ والأجهزة المعنية بالطوارئ والأزمات على وضع التوقعات والخطط لمواجهة أي ظروف طارئة بكل جدارة وفطنة وجهد وذكاء، حفاظاً على المسيرة النهضوية المظفرة للدولة وضماناً لسير خططها المستقبلية دون عوائق أو مشكلات. 

وكما ذكرنا، فقد أصبح لدى دولة الإمارات كمٌ هائل من الخبراء والتجارب والممارسات الناجحة على الأرض، وأصبحت نموذجاً يحتذى به ليس في المنطقة فحسب بل وفي العالم ككل، كما أصبحت تمتلك الكثير المبادرات الاستراتيجية النادرة والمتفردة لمعالجة التحديات من خلال التفكير الاستراتيجي بعيد المدى، وقد تأكَّدَ ذلك من خلال تعاملها مع تداعيات أزمة المناخ العالمي، وقضايا البيئة والصحة والتعليم والماء والكهرباء والفضاء والطاقة النظيفة.. وكل ذلك بالاستناد إلى تكوين وإعداد وتدريب العقول الإماراتية الشابة، ومنحها الثقة العالية والدعم اللامحدود لتحفيزها على الابتكار والإبداع. وقد أصبح هناك جيل من الشباب الإماراتي الطموح، ينافسون بمواهبهم خبراءَ دولِ العالَم التي سبقت الإمارات، بقدرات فائقة ومتقدمة.
والخلاصة أن دولة الإمارات فاجأت الجميعَ بتفوقها وكثرة مبادراتها الملهمة في الابتكار والإبداع والتميز والعطاء والرسوخ، لحماية أمنها ولضمان سير مشروعها التنموي دون منغصات أو مشكلات.. وقد تعدت ذلك بمد يد العون للآخرين في كل مكان ومساعدتهم.

*كاتب سعودي