هناك حاجة ماسّة لأن تعيش الدول والشعوب معًا في سلام، من أجل منع الصراعات داخل الدول أو بين الدول وبعضها بعضًا، من أجل حشد الجهود لتنمية المجتمعات المحلية وتطويرها ومواجهة التحديات الكبيرة على الصعيد العالمي، والتي لا يمكن مواجهتها إلا من خلال تكتيل الجهود الجماعية، وفي مقدّمتها قضيّتا التغير المناخي والإرهاب.

ويحتفل العالم اليوم بـ«اليوم الدولي للعيش معًا في سلام»، الذي يوافق السادس عشر من مايو كل عام، وتؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يومًا كهذا هو السبيل لتعبئة جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والتضامن والتفاهم والتكافل، ويمثّل هذا اليوم دعوةً للدول لتعزيز قيم التضامن والتكافل، وضمان السلام والتنمية المستدامة، وهذه قضية حيوية للغاية.

وممّا لا شك فيه أن الاحتفال بهذا اليوم يمثّل مناسبة لإلقاء الضوء على الجهود الوفيرة والمتواصلة لدولة الإمارات في مجال تعزيز قيم السلام والتعايش المشترك، حيث تُقدّم الإمارات، التي تضمّ مجتمعًا يتميز بالتنوع العِرقي والديني والمذهبي والثقافي، نموذجًا ملهِمًا للتعايش معًا في سلام.

وفي الواقع، فإن هذا النموذج قد وُجِد مع تأسيس الدولة، على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان، رحمه الله، مؤمنًا بشكل مطلق بالسلام كقيمة عليا، وهذه القيمة شكّلت محور السياسة الإماراتية على المستويات المختلفة خليجيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وهنا يمكن الإشارة إلى ما أكده في أحد خطاباته، حيث قال، رحمه الله، وهو يحدّد ملامح المستقبل: «إنّنا نتطلع إلى غدٍ مشرق، دعامته القوة، وسنده الحق، ومضمونه التكاتف والتآزر، وأساسه الأخوّة والتضامن والعدل، وشعاره فعل الخير وتحقيق السلام».

ولقد أصبحت دولة الإمارات في عهد المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي نحيي هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيله، مستذكرين بكل عرفان جهوده الوفيرة التي حفرت للإمارات هذه المكانة المرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، مركزًا عالميًّا للتسامح، على النحو الذي جعل منها نموذجًا يُحتذى في العيش معًا بسلام.

ويسير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على هذا النهج المبارك، ولدى سموه إيمان كامل بقِيم السلام والتعايش السلمي ونبذ كل أشكال العنف، وممّا لا شك فيه أن جهود سموه تُمثّل حجر الزاوية في العصر الحديث في تعزيز أواصر الأخوّة الإنسانية، وهنا تكفي الإشارة إلى أن سموه كان الراعي لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في 4 فبراير 2019، التي تُمثّل دستورًا للتعايش السلمي بين كل الدول والمجتمعات بصرف النظر عن اختلافاتها العرقية والدينية والمذهبية، من أجل التأسيس لنظام عالمي جديد حقًّا، يقوم على أسس التعاون المشترك والتآخي الإنساني.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية