لم يكن احتفال الدولة بـ«يوم الأب العالمي» لهذا العام احتفاءً عادياً كسائر الدول، حيث احتفى بهذا اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بطريقة مميزة على حساب سموه بتوتير، وذلك بنشره تغريدةً كتب فيها: «يوم الأب العالمي... تعرفونه؟»، في إشارة إلى ضرورة الاهتمام بهذا اليوم العالمي، وللتأكيد على أهمية التعبير عن الاحترام والتقدير لمكانة الأب في مجتمعاتنا الإنسانية.

وقد حظيت التغريدة بالتفاعل الكبير، ولتصل خلال وقت وجيز إلى أعلى معدلات التفاعل على منصة تويتر وسائر منصات التواصل الاجتماعي، ولتأخذ أكبر صدى إعلامي، وقد تناولتها شبكة «سي أن أن» العربية والكثير غيرها على مستوى الإعلام المحلي والإقليمي والدولي. ثم أتبعها سموه بتغريدة أخرى أكد فيها على مكانة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مذكراً بأفضاله وخصاله ومحاسنه التي يستذكرها كل شعب الإمارات والعالَم، وكيف كرّس نفسَه، رحمه الله، لخدمة ونهضة وتطوير شعبه وبلاده، وكيف عمل كأب لشعبه ووطنه من أجل تحقيق السعادة والكرامة بالعيش داخل الوطن، كما عبّر سموه، في تغريدته، عن بالغ التقدير لكل الآباء في الإمارات والعالم لعطائهم وتفانيهم في الارتقاء بأسرهم ومجتمعهم.

وتصدَّر في أعقاب هذه التغريدة اسمُ المغفور له الشيخ زايد قائمةَ الأكثر رواجاً على موقع «تويتر»، كما كانت التغريدة محل اهتمام وسائل الإعلام والإعلاميين والمؤثرين المجتمعيين، لما تضمنته من عرفان بعطاء وتضحيات الوالد المؤسس، طيب الله ثراه.

وقال صاحب السمو رئيس الدولة، في تغريدته: «أبونا زايد، رحمه الله، دائماً يملأ ذاكرتنا ونستحضر مع أبنائنا وأهلنا كيف كرّس حياته كأب لعائلة ووطن، ونذر نفسه بسخاء في سبيل سعادة أبناء وطنه، أصل كل ما نحن فيه بدأ على يديه، في (يوم الأب العالمي) أحيي الآباء في الإمارات والعالَم وأُقدر عطاءهم وتفانيهم في الأسرة والمجتمع». ويعود تاريخ الاحتفال باليوم العالمي للأب إلى العام 1909، وذلك بمبادرة من الأميركية «سونورا لويس سمارت» التي تبنّت فكرةَ الاحتفاء بيوم عالمي للتعبير عن الاحترام والتقدير للأب، وكي تعبر عن الامتنان لوالدها «وليام جاكسون سمارت» الذي قدّم الكثيرَ من التضحيات من أجل تربيتها وإخوتها الخمسة بعد وفاة والدتهم، والحرص على إسعادهم.

وهي المبادرة التي حرصت «سونورا» على تعميمها ونشرها، حيث حظيت بالاستحسان العالمي في ضوء تمازجها مع الموروث الإنساني والاجتماعي القائم على تقدير مكانة الأب وتضحياته. كما أسهم ارتباطه بالموروث الديني والعقائدي في نشر ثقافة الاحتفاء بهذه المناسبة عالمياً. وتعود أولى الاحتفالات باليوم العالمي للأب إلى العام 1912 بالولايات المتحدة، حيث تقرر أن يكون ذلك في ثالث يوم «أحد» من شهر يونيو من كل عام، وهو التاريخ الذي اعتمدته العديد من الدول الغربية والأوروبية.

وتحتفي الإمارات وغالبية الدول العربية بـ«يوم الأب العالمي» في الحادي والعشرين من شهر يونيو، وتخصص هذه المناسبة للاحتفاء بدور الأب في رعاية الأسرة والمجتمع، وإسهاماته في تنمية الأوطان وازدهارها، وقد خصصت هذه المناسبة لهذا العام للاحتفاء بالوالد المؤسس، والذي تجسدت فيه كل قيم ومعاني الإنسانية، وعم خيرُه وفضلُه جميع المواطنين والمقيمين، فكان له الفضل، بعد الله تعالى، في كل ما تعيشه الإمارات حالياً وما ينعم به شعبها، وقد أسس بفكره وجهده وعطائه قواعدَ قويةً ومتينةً لحاضر الدولة ومستقبلها، كي يؤمِّن لشعبه كلّ سبل الارتقاء والتطور والتنمية والتحضر.

*كاتبة إماراتية