تثبت دولة الإمارات العربية المتحدة يوماً بعد آخر قوةَ ورسوخ مسيرتها الاتحادية النهضوية المستديمة، على النهج الذي أراده لها الآباء المؤسسون وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك من خلال تحقيق الإنجازات تلو الإنجازات لصالح الدولة وشعبها ومؤسساتها الاتحادية.

وقد شهد تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة أحداثاً كثيرة مهمةً وحافلة بالنجاحات منذ الحدث العظيم متمثلا في الاتحاد الذي تأسس منذ اثنين وخمسين عاماً. لقد حققت دولة الإمارات الكثيرَ من الإنجازات في أكثر من مجال، لاسيما في مجالات الصحة والتعليم والعمران والاقتصاد والبنية التحتية والصناعة والتكنولوجيا.. كما توسعت علاقاتها الخارجية كثيراً وتنوعت بفضل هذه الإنجازات وأصبحت الإمارات إحدى أهم الدول المستقطبة للاستثمار والسياحة في العالم.

وعلى الصعيد الاقتصادي تحققت خلال خمسين عاماً الماضية كثير من الإنجازات، وباتت دولة الإمارات في مصاف أهم البلدان على صعيد نمو الاقتصاد وحركيته وجاذبيته الاستثمارية.. وقد حققت قفزات تنموية جعلت اقتصادَها في المراكز الأولى ومنحته ملاءة مالية هائلة يشهد لها مركزها المالي المرموق في منطقة الشرق الأوسط.

وأحرزت الإمارات معدلات نمو بوتيرة سريعة عززت من متانة اقتصادها وأهلتها للتبادل الاقتصادي والتجاري مع دول كبيرة وعريقة حول العالم. كما شهد التعليم في الإمارات تطوراً كبيراً للغاية بدأ مباشرةً بعد قيام الاتحاد حيث كان عدد المدارس قبل الاتحاد لا يتعدى عشرين مدرسة على مستوى البلاد كلها، وكان عدد الطلاب كلهم من الذكور لا يتجاوز 4000 طالب، لكن بعد خمسين عاماً من الاتحاد أصبح عدد المدارس بالمئات وعدد الطلاب بمئات الآلاف بين الذكور والإناث. كما شهدت الدولةُ تأسيسَ الجامعات الحكومية والخاصة وفق أفضل المعايير في العالم. وتتويجاً لهذه المسيرة التنموية الصاعدة في مختلف المجالات، قامت الإمارات بإطلاق مسبار الأمل إلى المريخ في رحلة استكشافية مدتها سبعة أشهر، ليقطع مسافة قدرها 493 مليون كيلومتر.

 وقد وصل المسبار الإماراتي إلى المريخ بالتزامن مع احتفال الإمارات بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد، ليبدأ المسبار من هناك مهمتَه الرئيسيةَ متمثلةً في جمع المعلومات حول الظروف المناخية لبيئة المريخ نفسه على مدى عام مريخي كامل، كما سيقوم بمراقبة الظواهر الجوية التي تحدث على سطح هذا الكوكب، وبرصد التغيرات الحادثة في درجات الحرارة عليه.

إن ما ذكرناه أعلاه حول مسيرة الإمارات ليس إلا شذرات من الواقع أو غيضاً من فيض، إذ ما تزال المسيرة متواصلة ومستمرة في عطاءاتها السخية ونجاحاتها الكبيرة مادام الدهر باقياً.. والله الموفق.

*كاتب كويتي