إذا نطق الاقتصاد صمتت السياسة، وإذا تكلم الاقتصاد سكتت السياسة، وإذا حكمت السياسة أبطل الاقتصاد حكمها.هكذا تكونت مجموعة العشرين ومجموعة الثمانية، ومجموعة «بركس» والنمور السبع ومشروع «طريق الحرير ينضم إلى ذات النهج.

ما الجديد في قمة العشرين الذي عقدت في الهند منذ أيام، والذي سيعقد في 2024 بالبرازيل؟ حضور لافت للإمارات والسعودية ومصر، الاقتصادات الثلاثة الصاعدة نحو المشاركة الفاعلة في هذه المجموعة القابلة للتوسع في المستقبل القريب، كلما ارتفع الناتج الإجمالي لأي دولة في العالم.

ما هو حجم الناتج المحلي لدول مجموعة العشرين؟ بلغ الناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة العشرين خلال العام الماضي 2022 قرابة 78.5 تريليون دولار، تمثل 78.4% من الناتج العالمي، مع توقعات بتسجيل ارتفاع إلى 82.77 تريليون دولار خلال العام الجاري، مشكلاً الحصة نفسها 78.4% من الاقتصاد العالمي.

أما القرار الأبرز لقمة الهند هو في قبول عضوية الاتحاد الأفريقي وانضمامه لمجموعة العشرين، كي ترتقي إلى مجموعة الـ 77. ما هي الفوائد التي تجنيها من هذه الخطوة المستقبلية الرائدة؟ سوف تضيف مجموعة العشرين إلى ناتجها الإجمالي قرابة 3 تريليونات دولار، وخاصة مصر المتوقع حصولها على سابع أكبر اقتصاد في العالم في غضون السنوات القليلة المقبلة. ماذا يخبئ المستقبل في باطن أفريقيا من المعادن للمنافسة الدولية؟

وفق آخر دراسة معمقة، وقد شملت بعض الدول الأفريقية فقط، عن احتياطيات المعادن الأفريقية ترجع إلى عام 2008 بعد الأزمة العالمية، والتي أبانت عن كمية من الاحتياطيات، حيث تحتوي القارة على: 30% من البوكسيت، و60% من المنجنيز، و75% من صخور الفوسفات، و85% من البلاتين، و80% من الكروم، و60% من الكوبالت، و30% من التيتانيوم، و75% من الماس، وقرابة 40% من ذهب العالم. مع أن القارة تدخر أكثر من ذلك، فالدراسة لم تشمل الماس الصناعي والفيرميكوليت والزركونيوم، والحديد، والنحاس، والفضة، والكولتان، والليثيوم، وعناصر الأرضية النادرة المكتشفة مؤخرًا.

يعتقد البعض أن فترة الاستعمار في أفريقيا، كانت من أجل رعاية الفترة الطفولية للقارة، وأما بعد الاستقلال، فإن المرحلة تغيرت إلى فترة الشباب الذي له حق المشاركة في مد هذه المجموعة بروح المشاركة الحيوية مع المنافسين الآخرين، فعدد سكان 55 دول في الاتحاد الأفريقي مجتمعة 1.3 مليار نسمة.وهو تحالف كبير يسعى إلى العمل من أجل توفير مستقبل مشرق ومزدهر لجميع شعوب القارة، وهي قوة عالمية لا يستهان بها. القرار الجيو سياسي المهم في النسخة 18 لقمة العشرين هو ربط الهند بالشرق الأوسط و

أوروبا لدعم الاستقرار والسلام، من خلال ممر اقتصادي بين السعودية والهند والشرق الأوسط، للمساهمة في تعزيز أمن إمدادات الطاقة عالميا. إن هذا التنافس الدولي بات ظاهرة جيواقتصادية شاملة توضح بشكل ملحوظ التقارب بين السياسة والاقتصاد في العالم المعولم والمتجه نحو التغيير في نسق نظامه. ومن هنا يمكن القول بأن هذا التنافس سوف يعجِّل بتعدد الأقطاب، ويُظهر نقطة التقاء أفريقية وعالمية في آن واحد.

*كاتب إماراتي