يحتفي العالم اليوم الأربعاء الموافق 11 أكتوبر 2023، بـ «اليوم الدولي للطفلة» الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار صدَر بتاريخ 19 ديسمبر 2011، للاعتراف بحقوق الفتيات، والتحديات التي تواجههُن في أنحاء العالم، إذ تهدف هذه المناسبة إلى تعزيز تمكين الفتيات وإحقاق حقوق الإنسان المكفولة لهنّ، مع حق المراهقات في التمتع بحياة آمنة، والحصول على التعليم والصحة، ليس فقط خلال السنوات التكوينية من أعمارهنّ، وإنّما أيضاً في مرحلة نضجهنّ.

وتمثل هذه المناسبة فرصة لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في مجال رعاية الطفولة، ولاسيما الفتيات، وهو ما تؤكده الكثير من المؤشرات. وهنا يمكن الإشارة على وجه التحديد إلى قانون «وديمة» الذي صدر عام 2016، ويُعنى بالحقوق الأساسية والشاملة للطفل على أرض الدولة.

وقد دخل هذا القانون حيّز التنفيذ في 15 يونيو من عام 2016، وأصدره المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وتشمل موادُّه حقوقَ الطفل الأُسرية والصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، وتوفير كل مقومات الأمان والحياة الكريمة له، متضمِّناً فصلاً كاملاً يختصّ بعقوبات مشدَّدة بحق منتهكي حقوق الطفل.

وفي الواقع، فإن دولة الإمارات تؤمِن بأن حماية الأطفال أولوية وطنية، وهو ما تؤكده الأنظمة والقوانين والتشريعات التي تجسّد رؤية قيادتنا الرشيدة في رعاية الطفولة، والتي سُخِّرت من أجلها كل الموارد والإمكانيات لإعداد أجيال تسهم في تعزيز صرح الإمارات الشامخ، وتنعم بكل مقومات جودة الحياة والسعادة، متسلّحةً بأرفع المستويات التعليمية والمهارات القادرة على التعامل مع المستقبل وتحدياته. ومن المهم الإشارة في هذا السياق إلى أن الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي لعام 2024 سيكون تحت شعار «حق الطفل في الحماية»، ليجسّد هذا الشعار الأهمية الكبيرة التي تعطيها دولة الإمارات لقضية حماية الطفل باعتبارها قضية جوهرية تتعلق بصناعة المستقبل.

وخلال مؤتمر «حوار دول الخليج العربية حول سياسات رفاه الطفل» الذي استضافه مؤخراً المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في أبوظبي، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن «دولة الإمارات برؤية قيادتها الرشيدة تحرص على أن تكون أكثر بلدان العالم أماناً في المجالات كافة، وهي سبّاقة في توفير أقصى درجات الحماية للأطفال في العالمَين الحقيقي والرقمي من خلال تعزيز شراكاتها العالمية، وتقديم الدعم لجميع المنظمات الدولية العاملة في المجال».

وتعكس جهود ومبادرات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، اهتماماً كبيراً برعاية الطفولة، وتوفير كل ما من شأنه تنشئة الأجيال الجديدة على النحو المطلوب، استناداً إلى قيم المجتمع الإماراتي ومبادئه الأساسية، التي هي الحصن الحصين لهويتنا الوطنية، والركيزة الأساسية لشخصيتنا الوطنية. إن الاعتناء البالغ من قِبل دولة الإمارات بأطفال اليوم هو جهد نوعي رفيع لإعداد رجال الغد وأجيال المستقبل التي ستقود عملية التنمية المستدامة لتحقيق المزيد من التقدّم والرفعة لوطننا الغالي، وهذه مسؤولية عظيمة تقع في مقدّمة أولويات قيادتنا الرشيدة.

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.