نتطلع كعرب إلى حالة دائمة من الهدوء والاستقرار الأمني في المنطقة وإلى إرساء السلام وإنهاء الصراع في غزة وتجاوز هذه المرحلة الأليمة المتجددة بين طرفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وذلك بـ«حل الدولتين» وفقاً لما تم تسطيره في قرار مجلس الأمن رقم 242 بعد حرب يونيو 1967 كحل دائم لسلام شامل في المنطقة، وهو الأمر الذي جدده الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل مطلع هذا شهر نوفمبر الجاري، حيث أكد التزامه بإقامة دولة فلسطينية رغم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى يومنا رغم التوقف في هدن إنسانية مؤقتة.

في سنة 1967 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 242 الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال حرب يونيو 1967، ومع مرور الأعوام تدعمت فكرة إنشاء دولتين، بمعنى قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل على أساس رقعة جغرافية محددة، وكانت محور العديد من القرارات الدولية التي صدرت لفض النزاع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وضُمِّنت هذه القرارات وفكرة حل الدولتين في اتفاقية أوسلو التي وقِّعت في 13 سبتمبر 1993 بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين.

وكان من أهم الأُسس التي قامت عليها هذه الاتفاقية: الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، والموافقة على قيام سلطة فلسطينية انتقالية، تُقام أولاً في غزة وأريحا، ثم تمتد تدريجياً إلى مناطق في الضفة الغربية. كما اشتمل الاتفاق على عودة الرئيس ياسر عرفات، الذي كان يعيش في تونس آنذاك، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة مع بقية قادة منظمة التحرير.

مرت 56 عاماً على حرب عام 1967، فيما ما يزال الحل غائباً عن القضايا الأساسية لا سيما الحل القائم على أساس دولتين وترسيم الحدود بين مناطق الفلسطينيين ومناطق الإسرائيليين. ومرت ثلاثون عاماً على توقيع اتفاق أوسلو، لكن الصراع قائم متجدد، رغم بارقة الأمل التي كانت تمثلت في  انسحاب إسرائيل من جميع مستوطناتها في غزة، في عام 2005.

اليوم، وفي خضم هذا الصراع المقلق على مستوى المنطقة برمتها، أصبحت غزة أمام سيناريوهات متوقعة، ربما لن يكون من بينها بقاء «حماس» في هذه الظروف الصعبة والمعقدة، أي إما أن تصبح السلطة الفلسطينية التي كانت تحكم غزة في السابق هي مَن يحكمها بعد انتهاء الحرب، أو أن تعود غزة إلى ما قبل عام 2005 لتصبح مجدداً تحت السيطرة الإسرائيلية.

وكانت إسرائيل قد أعلنت قبل أيام من الآن أنها ستعيد احتلال القطاع وإخضاعه لإدارتها، وأنها لا تنوي الخروج منه حتى وإن قضت على «حماس». ومَن يملك القوة وله اليد الطولى في هذا الصراع هو مَن يقرر ويحكم.. وبهذا نعود إلى المربع الأول، فمن المستفيد مما جرى يا ترى!

*كاتبة سعودية