قام الأستاذ توفيق ملين، مدير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، منذ أيام، باستضافة توقيع كتاب معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، وعنوانه «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية». وقد حضر هذا الحفلَ الفكري البهيجَ صفوةٌ من رجالات الدولة والدبلوماسيين والأكاديميين الذين جادوا وأجادوا في تدخلاتهم عندما تحدثوا عن الكتاب وصاحب الكتاب. 
وحُق لصاحب الكتاب أن يعتبر كتابَه هذا الإصدارَ الأهم في حياته البحثية والفكرية على الإطلاق، وأهم كتاب في الأدبيات الإنسانية، خاصة وأنه يتحدث عن مسيرة العمل الوطني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ تخرجه وعمله في القوات المسلحة، ويبرز دوره المحوري في تطويرها، ويركّز على الجوانب الإنسانية في مسيرة سموه.. وهو قبل هذا وذاك يلتزم الموضوعيةَ، ولم يحِد أبداً عن القواعد البحثية والعلمية أثناء تأليفه هذا الكتاب الاستراتيجي المهم.
في كلمتي تحدثتُ عن العلاقات التاريخية التي تجمع بين الإمارات والمغرب وقلتُ بأنه يصعب الآن تصور أي من البلدين بدون الآخر، فالأسس التي وضعت وتوضع لهذه العلاقات تنبني على مبادئ قوية لا يمكن أن ينال منها الزمان، وهي قائمة على أصول لا تحور ولا تحول، وتشهد على ذلك الزيارات المتبادلة والاتفاقيات المبرمة، وهي بمنزلة عقود شريفة بين بلدين شقيقين، كما يشهد على ذلك التجاوب العفوي بين شعبي البلدين ونخبتهما من مفكرين وأكاديميين ومؤرخين وتجار وأناس عاديين.
ومؤلف الكتاب هو صاحب مشروع كتابة وفكر من الطراز المعرفي الهائل، وهذا شأن كتابه أيضاً، وسيظلان مرجعين للأجيال لا محيد عنهما لأي مهتم بالبحث والتنقيب المعمق والمدجج بقوة الأسلوب وعظمة الفكرة والاستشهاد.
والمفكر الاستراتيجي معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، له نسق فكري متقد وعلم ودراية كافية تجعله يستنبط أهم مقومات المرحلة اللايقينية وأفقها المستقبلي شبه المجهول، كي يصل إلى الأهداف المرجوة ويحقق الغايات المطلوبة. وهو بطبعه حريص على تشجيع الأجيال الصاعدة في وطنه، وفي العالم العربي ككل، وما فتئ يتقاسم حصيلة أبحاثه ودراساته مع الجميع. وعن هذا الخيار الفكري الهادف لم يحد منذ عقود، وهذا أحد جوانب تميزه الكثيرة. فهو لم يتخل يوماً عن عمله الفكري ووظيفته الأكاديمية البنّاءة في قراءة واستشراف المستقبل، بقلم وفكر أكاديميين لم يساوم على علميتهما، والروح العلمية لديه تتصف بحِرَفية عالية ورفيعة المستوى، كما تتميز بالشفافية والموضوعية والدقة، لذا يجد الخاص والعام ضالته في بحوثه ومؤلفاته. 

ومن هنا كانت سعادتنا في المغرب بالأخ العزيز الذي لا تخفى مكانته الطليعية بين أقرانه من العلماء والباحثين والأكاديميين المرموقين، ليس على مستوى بلده، ولكن أيضاً على صعيد العالم العربي والإسلامي عموماً، بل على المستوى العالمي كذلك.

أكاديمي مغربي