لا يزال مئات المهاجرين وطالبي اللجوء يتدفقون على الولايات المتحدة عبر حدودها البرية مع المكسيك، وهي أمواج تضم لاجئين من مختلف بلدان العالم، بما فيها بلدان أميركا الجنوبية وعلى رأسها فنزويلا التي تعاني من أوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية طاردة، يضطر معها كثير من الفنزويليين للمغادرة بحثاً عن فرص العيش الآمن والكريم في بلد آخر، وبالطبع فأكثر بلد يحلمون بالهجرة من أجل العيش فيه هو الولايات المتحدة. وتبقى ولاية نيويورك أكثر ولاية أميركية يتجه إليها طالبو اللجوء القادمون عبر الحدود، وذلك أولاً لأنها توفر المأوى والغذاء لآلاف من هؤلاء اللاجئين إلى أن يقوموا بتسوية أوضاعهم ويصبح بإمكانهم الاعتماد على أنفسهم، ولأن الولايات الحدودية التي يحكمها «الجمهوريون»، مثل تكساس ولويزيانا وكالفورنيا، تقوم بإرسال عدد كبير من هؤلاء اللاجئين غير القانونيين بالحافلات الضخمة، وأحياناً بالطائرات، إلى الولايات التي يحكمها «ديمقراطيون»، وعلى رأسها ولاية نيويورك، بغية إشعار الإدارة الحالية وحزبها بحجم الضغوط الاقتصادية والإدارية الناجمة عن «السماح» بموجات المهاجرين. وفي هذه الصورة نرى عائلة فنزويلية مهاجرة تغادر مجمع الخيام المستخدم كمأوى على مدرج طائرات سابق مهجور في جنوب بروكلين بواشنطن، حيث تم الثلاثاء الماضي إجلاء 500 عائلة لديها أطفال، أي ما يقدر بنحو 2000 شخص في المجموع، قبيل هطول أمطار غزيرة ورياح يتوقع أن تضرب المنطقة. وكثيراً ما تَطول عمليةُ تسوية أوضاع اللاجئين الذين يتم إيواؤهم داخل خِيم وأماكن عامة في نيويورك، مثل المدارس والحدائق والمقرات العامة المهجورة.. وقد تستغرق إجراءاتُها أشهراً عدة يعاني خلالها اللاجئون أنفسهم، وتزداد الأعباء على سلطات المدينة التي طالما اشتكت من نفاد مواردها المالية المخصصة لهذا الملف! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)