أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف باسم «حارس الازدهار»، رداً على عمليات الميليشيات الحوثية التي استهدفت بعض السفن التجارية المارّة من مضيق باب المندب، بينما زعم الحوثيون أن هدفهم هو عرقلة السفن التجارية المتّجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، للضغط على الاقتصاد الإسرائيلي!

وفي إطار التصدي للتصعيد العسكري الأخير في البحر الأحمر من قِبل جماعة الحوثي ضد قوات تحالف «حارس الازدهار» بقيادة أميركا، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، فجر الاثنين 15 يناير، إسقاط صاروخ كروز أطلقته جماعة الحوثي باتجاه حاملة الطائرات «يو إس إس لابون».

ويُعدّ هذا الهجوم الأول من نوعه ضدّ هدف عسكري أميركي بعد الضربات المكثفة التي شنّها التحالف ضد 60 هدفاً في 16 موقعاً للحوثيين، يومَي 11 و12 يناير الحالي. ويبدو أن الضربات الأميركية البريطانية ليست كافية حتى الآن لردع الحوثيين عن التعرض للسفن التجارية التي تمر من «باب المندب»، إذ أكدوا أنهم سيواصلون عرقلةَ السفن التي تتجه إلى إسرائيل. وأعلنت أربع من أكبر خمس شركات شحن حاويات في العالم، تمثل 50% من قدرة شحن الحاويات العالمية، خططاً لتعليق الشحن عبر البحر الأحمر.

وكانت واشنطن، أعربت عن رغبتها في العودة إلى المسار الدبلوماسي، وعدم التصعيد مع الحوثيين؛ لذا يعلق مراقبون بالقول إن الولايات المتحدة تخشى عواقب توسع الحرب في اليمن، نظراً لموقعه الاستراتيجي ولصعوبة أوضاعه المعقدة.

وحسب المعطيات الأخيرة، ربما نَشهد تصعيداً متبادلاً لفترة زمنية قد تطول بين الولايات المتحدة وجماعة «الحوثي». لكن احتمالية تطور التصعيد الحالي في البحر الأحمر إلى صراع إقليمي أكبر تطرح تساؤلاً حول مدى قدرة التحالف على الخروج بحل يعيد الهدوء إلى مياه البحر الأحمر ويؤمِّن سلامةَ المرور السلس للسفن عبر هذا الممر الحيوي للتجارة العالمية. وفي منتدى دافوس، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إن «هناك فرصة ضخمة لحرب في منطقة الشرق الأوسط».

وربما يمكن القول، إن واشنطن تجيد ترتيب المشهد وبالتنسيق مع شريكتها بريطانيا، لإدارة الصراع في المنطقة، لكم من المهم جداً خفض التصعيد.

والمأمول أن يعود الهدوء للبحر الأحمر كونه ممراً عالمياً حيوياً يستفيد من استقرار الملاحة في مياهه العالم كله. وينبغي كبح التصعيد في الممر الملاحي للبحر الأحمر؛ لأن العواقب تنذر باضطراب سلاسل التوريد، ومن ثم زيادة معدلات التضخم، وهو سيناريو لا تريده أية دولة في العالم.

* سفير سابق