استمراراً لنهج دولة الإمارات المتميز في تمكين المرأة، والاعتراف بفضلها ودورها الحيوي في عملية التنمية المستدامة وترسيخ قيم المواطَنة وتكريس الهوية الوطنية، أطلقت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، الذي يجسد كل معاني الخير والعطاء لمجتمع دولة الإمارات، حملة «وقف الأم»، الهادفة لتوفير اعتماد مالي بقيمة مليار درهم صدقة جارية عن الأمهات في دولة الإمارات. وتسعى هذه المبادرة لدعم تعليم الأفراد في المجتمعات الأقل حظاً ضمن مختلف المستويات الدراسية والمهنية والتأهيلية، بغية إعدادهم لأسواق العمل الحالية والمستقبلية.
ومما لا شك فيه أن حملة «وقف الأم» تمثل استمراراً لنهج قيادتنا الرشيدة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي تعلي من قيمة المرأة ومساهماتها الحيوية في بناء المجتمع على المستويات كافة، استكمالًا لنهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أكد في كثير من الأحاديث والمناسبات على «أن دور المرأة لا يقل عن دور الرجل، وإن طالبات اليوم هن أمهات المستقبل». ولعله من المهم الإشارة في هذا السياق إلى تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أن «الأم كانت وستظل، منبع القيم الأصيلة، وصانعة الرجال، ومربية الأجيال».
وتحقق حملة «وقف الأم» تطوراً يستكمل الإنجازات النوعية التي حققتها حملات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال شهر رمضان المبارك، في تحرك مدروس يُدرك جيداً احتياجات المجتمعات التي تواجه ظروفاً صعبة. وتعمل هذه الحملات على رفع مستوى الاستجابة من مختلف الشرائح المجتمعية في دولة الإمارات والعالم بأسره، من أجل الإسهام في تمكين أفرادٍ «أقل حظاً» من الحصول على حقوق أساسية، والوصول إلى خدمات ما كان لهم أن يصلوا إليها دون وجود مثل هذه الجهود المخلصة التي يضطلع بها قادة يعرفون للإنسانية حقها. كما تسعى الحملة إلى ترسيخ قيم بر الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، وتعزيز موقع الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني، من خلال إنجاز وقف مستدام يضمن توفير فرص للتعليم والتمكين.
وتتنوع مصادر توفير الاعتمادات المالية لحملة «وقف الأم»، ومن بينها المزادات الخيرية، مثل مزاد «أنبل رقم خيري» الذي عُقد في دبي يوم الـ25 من مارس الجاري، وحقق نحو 38 مليوناً و95 ألف درهم ستذهب جميعها للحملة. وهو المزاد الذي تضمّن بيع 31 رقماً مميزاً، منها 10 أرقام للوحات المركبات التابعة لـ«طرق دبي»، و10 أرقام هاتفية لشركة «دو»، و11 رقماً لشركة اتصالات. كما تتيح حملةُ «وقف الأم» خيارَ التبرع عبر الرسائل النصية، ومن خلال تطبيق «دبي الآن»، وعبر منصة دبي للمساهمات المجتمعية «جود».
وتظل الحملةُ التي تواصلُ عملَها حتى نهاية الشهر الكريم، علامةً على استلهام فكر الدولة التي ترى في رعاية الأم وتمكين المرأة واجباً من واجباتها الأصيلة، وتسعى لترجمة تلك الرؤية إلى سياسات ومبادرات تنفيذية، تدعم تحسين أوضاع المرأة، لا داخل الدولة فحسب، بل أيضاً في المجتمعات التي تعاني أزمات وكوارث، وتتخذ من الوعي والتعليم أسساً لهذا النهج الإصلاحي، وتراعي في تلك الجهود معايير وقيماً مجتمعيةً تدعم ريادةَ الإمارات في هذا المجال.
وستحقق حملة «وقف الأم» نقلة في العمل الخيري الإنساني، ويتوقع أن تواصل نجاحها وتتجاوز الأهداف التي وضعتها لنفسها، قياساً إلى ما أنجزته بالفعل في فترة وجيزة، إذ وصلت التبرعات إلى 505 ملايين درهم، خلال أسبوعها الأول فقط، بما يسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات بوصفها «عاصمة عالمية للعمل الخيري والإنساني». وما من شك في أن الحملة تمثل «محطة نوعية جديدة» في مسيرة العمل الخيري والإنساني لدولة الإمارات، وتفتح الآفاق لمبادرات أكثر زخماً، وتؤكد حيويةَ مجتمع الإمارات وقدرتَه على ابتكار آليات جديدة في مجال العمل الخيري والإنساني، وتوجيهها إلى أماكنها الصحيحة لتحسين حياة الناس داخل الدولة وخارجها.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية