تراجع الإنتاج الصناعي الألماني بـ1.5 في المئة في يونيو الماضي، وانخفض بـ5.2 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ما دفع عدداً من الخبراء الاقتصاديين إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من أن حرب الرئيس دونالد ترامب التجارية مع الصين والرسوم الجمركية التي هدد بفرضها على السيارات المستورَدة من ألمانيا يمكن أن تدفع البلاد نحو ركود اقتصادي.
الأرقام التي أفرج عنها مكتبُ الإحصاء الألماني الأربعاء الماضي تهدِّد وضعَ البلاد باعتبارها المحرك الاقتصادي الأقوى في أوروبا، وتُعتبر «خطيرة، ومن دون أي مؤشر إيجابي يبعث على التفاؤل في الأفق»، كما قال «كارستن برزيسكي»، كبير الاقتصاديين في قسم ألمانيا بمجموعة «آي إن جي»، وهي شركة خدمات مالية هولندية.
وقال «برزيسكي» إن ألمانيا قد تشهد ركودا «في الربع الثاني، اللهم إلا إذا جلبت الصادرات مفاجأة غير متوقعة»، أرقام الصادرات الألمانية من المتوقع أن يفرج عنها في نهاية هذا الأسبوع، ومن المقرر أيضاً أن يتم تحديث الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا الأسبوع المقبل، ولكن خبراء قالوا إنهم يشتغلون تحت فرضية أخبار سيئة.
وقال «برزيسكي» إن التباطؤ هو نتيجة مجموعة من العوامل، من بينها غياب إصلاحات اقتصادية داخلية في ألمانيا وضعف أداء اقتصاد منطقة «اليورو» بشكل عام. بعض الأطراف المعنية مثل «اتحاد الصناعات الألمانية» أشار أيضاً إلى سياسات الرئيس دونالد ترامب باعتبارها مضرة بالنمو. وبعد أن قال ترامب الأسبوع الماضي إنه سيفرض رسوما جمركية قدرها 10 في المئة على 300 مليار دولار إضافية من السلع الصينية اعتبارا من بداية سبتمبر المقبل، حذّر الاتحاد من أن الحرب التجارية «لا تضر بالصين والولايات المتحدة فحسب ولكن بالاقتصاد العالمي برمته». وقال مدير الاتحاد «يواكيم لانج» في بيان إلى صحيفة «واشنطن بوست»: «إن الوضع قد يزداد سوءاً اعتبارا من الخريف المقبل بسبب تصاعد الحروب التجارية وحروب العملات».
*صحافي متخصص في الشؤون الأوروبية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»