لطالما كانت علاقات الإمارات بجيرانها مضرب الأمثال على الدوام، تساند وتقدم الدعم والخبرات، وذلك من باب حسن الجوار وحب الخير للآخرين، وعندما يتعلق الأمر بالأشقاء، فإن لهم الأولوية في كل شيء حتى لو كان على حساب الأبناء. ذلك أن الإمارات دولة مبنية على الطيبة والحب والتسامح والعدالة والمساواة والحرية والكرامة. واليوم تحمل الإمارات شعلة الحضارة العربية الإسلامية لتقدمها نموذجاً للعصرية والتقدم، لأنها حضارة مبنية على إرث عربي عريق إسلامي الطابع يمتد بجذوره عميقاً في التاريخ. واليوم تجد الإمارات متميزة في كل شأن من شؤون الحياة، وتجدها تصنع الحضارة كل يوم، وكل ذلك يتم بعيداً عن الكبر والتكبر، أو الطائفية والمذهبية أو التشدد والغلو والراديكالية، بل وحتى بعيداً عن الدعاية أو الادعائية ?ن الإمارات بلد مؤمن بطبيعته، مسلم مسالم ? يحتاج إلى شيء من كل ذلك، مرجعيته القرآن والدين الحنيف السمح، حتى صار مضرباً للتسامح والوسطية ?نه بلد السلام. غير أننا في زمن عجيب يكثر في الكذب والضلال، ويكثر فيه الأفاقون المنافقون الضالون المضلون، الذين ظلموا أنفسهم وغيرهم. لذلك قد يفهم بعضهم تسامحك على أنه ضعف، وطيبتك قد تعتبر سذاجة، بل إن ذلك قد يغري بعض الانتهازيين منهم وضعاف النفوس بالتمادي في غيه، خصوصاً إذا كان أفاقاً منافقاً جاحداً، فماذا تنتظر من الجاحد وليس بعد الجحود بنعم الله كفر! ومع ذلك عرفت الإمارات دائماً بسعة الصدر وبالهدوء الذي يقهر الحمقى، غير أن هذا التمادي من رجل لديه من يستمع له أصبح مضراً لدرجة ? يمكن السكوت عليه وعلى الجارة العزيزة أن تتخذ إجراء يتناسب مع فداحة ا?فتراء، خصوصاً أن الأمر تخطى مرحلة الكذب والتشهير ليصل إلى مرحلة التحريض بالكراهية والبغضاء، وهذه قد تؤدي إلى جرائم متعلقة بالإرهاب بمعنى أوضح أن هذا نداء من القرضاوي لأتباعه لارتكاب أفعال انتقامية قد يمكن أن تكون أفعالاً إرهابية، فهل يمكن التسامح مع وجود تهديد أمني يهدد المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، بل إن التهديد قد يطال أي إماراتي حتى لو كان خارج بلاده! وسمعة الإمارات وصلت للقمم وإنجازاتها الحضارية تتحدث عنها، وقد بنيت تلك السمعة بشكل تراكمي وبجهد قيادة رشيدة حكيمة تعمل من أجل رفعة هذا الوطن وعزته وكرامته، وقد عملت الدولة جاهدة من أجل الأمان والاستقرار الذي نعيشه على أرضها، بل وفي كل مكان نذهب إليه لأنها بلد تحرص على سلامة مواطنيها أينما ذهبوا. القرضاوى لديه أجندة خفية انكشفت مع انكشاف حقيقة الإسلام السياسي وجماعة الإخوان، تلك الأجندة حتماً ? تريد الخير ? للإمارات و? لبقية دول الخليج، بما في ذلك الشقيقة قطر وحان الوقت لوضع حد لهذا العزف النشاز المنفرد! bewaice@gmail.com