منخفض جوي غير أجواءنا وأدخلنا في فصل الشتاء، تقلبت الأحوال، برد ورعد وريح ومطر، زخات ترقص على الأرض. رائحة الأرض المبتلة كم هي جميلة. «المسجات» تنتشر بين الناس «لنهرب من وظائفنا إلى أحضان هذه الطبيعة الخلابة… لن نقف خلف النوافـذ بل سـنكون جـزءاً من لوحـة المطر». كل شيء جاء فجأة بفعل المنخفض الجوي، لم نستعد لتقلب هذا الطقس فمعظمنا لا يحمل المظلات؛ فئة قليلة من شرق آسيا كانوا يجوبون الشوارع بمظلاتهم. المطر بالنسبة لنا بهجة ورحمة مازلنا أطفالاً أمام زخات المطر ندفع بأجسادنا نحوه لنتبارك به. أرسلت لي صديقتي سهام رسالة لنهرب معاً في هذه الأجواء، لم أستطع، ولكنها رصدت حالتها الجميلة مع هذا الطقس الجميل في فيديو قصير شاركتنا إياه على صفحتها بالفيسبوك «شتاؤك ليس كشتائي»؛ هذا أول ما خطر ببالي وأنا أتابع المقطع. في بداية هذا المنخفض شعرت بالخوف الممزوج بالفرح، ولكن ما أن شاهدت مقطع الفيديو الخاص بصديقتي حتى أدركت جمال الحالة خصوصاً مع صوت سعاد مايسي، وهي تغني مسك الليل، سحرتني سهام بحالتها، وجعلتني أعيد بفرح ذلك المقطع البسيط العميق. حالة هذه الأجواء عمت كل مواقع التواصل الاجتماعي و«بلاكبيري ماسنجر» و«وتس آب»، الكل غدا مصوراً محترفاً، الكل رغب في احتباس هذه اللحظة ورصد حالة الطقس، الصور ومقاطع الفيديو كانت اللغة الأكثر انتشاراً، والأكثر استيعاباً الكل يتبادل الصور.. الأفراد ووسائل الإعلام. صور في كل مكان ومن كل مكان رأس الخيمة وأبوظبي والفجيرة والمنطقة الغربية ودلما وحتى الذيد والشارقة وأم القيوين وعجمان والعين ودبي، شاهدنا وعشنا لحظات الفرح معهم. عجزت الأحرف أمام هذا الكم الهائل من الصور التي ملأت هواتفنا وأجهزة الآيباد، حتى أصبحت هذه الظاهرة مادة جيدة لمسجات «دخلت انسجرام وتبللت من المطر حتى كدت أنزلق من كثر المياه». البر وشواطئ الفرح باتت تضج بالناس، هناك احتفال بالجو حالة من البهجة تعم المكان. للمطر حالة خاصة نحتفل به وبالغيوم التي تأتي به، وعلى الرغم من أن هذا المطر جاءنا عبر منخفض جوي إلا أنه أحيا فينا شغب الطفولة، وهمسات مطرة روت لنا العديد من الذكريات. ameena.awadh@admedia.ae