لا تمر أشهر قليلة حتى نسمع بحوادث اغتصاب أطفال وهتك أعراضهم لأعمار وجنسيات مختلفة، كان آخرها قصة طفلة القادسية التي نشرت صباح الأربعاء الماضي في مختلف الصحف المحلية والتي تدور تفاصيل أحداثها باستدراج ذئب بشري لطفلة في التاسعة من عمرها بعد عودتها من المدرسة الى منزلها بحي القادسية في الشارقة وحاول الاعتداء عليها في أحد المنازل المهجورة بمنطقة المرقاب. حينما وقف بجانب الطفلة البريئة شاب يقود مركبة خاصة، وسألها عن مكان إحدى المدارس التي تقع في الحي القريب من منزلها، فأشارت الطفلة إلى موقع المدرسة، إلا أنه طلب منها أن تصعد إلى سيارته كي ترشده إلى الموقع متظاهراً بأنه لم يتبين الوصف، فصعدت الطفلة بدافع من براءتها إلى السيارة ليتوجه بها إلى أحد الشوارع الجانبية، ثم إلى طريق آخر يتجه إلى منطقة المرقاب، حيث توقف أمام أحد المنازل المهجورة وطلب من الطفلة النزول من السيارة، ودخل بها إلى المنزل المهجور محاولاً الاعتداء عليها، إلا أن الطفلة بدأت بالصراخ بسبب الرعب والخوف اللذين انتاباها، وتصادف وقوع المنزل المهجور بجوار منزل أحد ضباط شرطة الشارقة الذي سمع صراخ الطفلة وخرج من منزله على الفور بحثاً عن مصدر الصوت ليفاجأ بالشاب يقتاد الطفلة إلى سيارته، حيث طلب منه التوقف، إلا أن الجاني حاول الفرار وتمكن الشرطي من إنقاذ الطفلة وإبلاغ الجهات الأمنية التي تمكنت بدورها من إلقاء القبض على الجاني بعد أربع ساعات من وقوع الجريمة. الشاهد من القصة التي رويتها، أننا أصبحنا نسمع اليوم ونرى طفلة أو طفلاً قد اغتصبا في مختلف الأزمنة والأمكنة، ونتساءل لماذا تتكرر هذه الجرائم وعلى من تقع المسؤولية الأولى لوقوع مثل هذه الحوادث، هل هم الأبوان اللذان لم ينتظرا عودة طفلهما عند باب المنزل أم أنها مسؤولية مشرفة الحافلة التي لم تتأكد من دخول الطفلة الى المنزل؟ أم أنها مسؤولية المجتمع الذي لم ينبه الأطفال ويوعيهم عن هذه الوحوش والذئاب التي لا ترحم أم أنها العقوبة التي لم تطبق أمام المجتمع أو....أو؟ أسئلة كثيرة تقع على عاتقنا ومسؤوليتنا جميعا. أمور كثيرة تُدرج على هذا الموال وتراكمات اجتماعية وقع فيها الأبناء نتيجة التهاون والاستخفاف بمثل هذه الأمور، ناهيك عن افتقار وجود رعاية أسرية حقيقية من الأهل لأبنائهم وفلذات أكبادهم، فنرى الكثير من الهفوات التي قد تصبح أخطاء كبيرة يقع ضحيتها الطفل، فالطفل يركب أحياناً مع السائق من دون وجود الأهل الذي هو بطبعه إنسان قد تدفعه نفسه لفعل المعصية، ونرى مراهقين يقعون في طريق الخطأ ولا يكون لديهم رادع فتزل أرجلهم الى متاهات وطرق موحشة ملأى بالإجرام، ونرى جرائم قد تطبق عليها العقوبة ولكن بشكل مستتر، أسباب كثيرة وراء انتشار ظاهرة الاغتصاب ولكن القضية واحدة وهي اغتصاب فرحة طفل أو طفلة، والنتيجة تعب نفسي وعقدة مجتمع، وغيرها من الأمور الكثيرة التي سترافق الطرفين الأهل والطفل. Maary191@hotmail.com