إن المتأمل في واقع الحياة يجد من الضرورة الوقوف عند نقطة التفكير الايجابي ونفض الافكار السلبية وإبعاد إحباطات الآخرين من حوله، ويكون كالاصم عندما يقول له الآخرون لن تستطيع ان تحقق حلمك، ومهما عددوا لك الصعوبات والعراقيل تمسك بإيمانك بربك وتوكل عليه وابذل أقصى جهد لتصل إلى هدفك. وإذا أصبح اليأس حاجزاً للوصول إلى الغايات، فالأمل مدفع يدمر ذلك الحاجز ويفتح طريقاً حافلاً بالمغامرات، ويجعل الصبر سلاحاً قوياً لأصحابه. تروى حكاية جميلة أن مجموعة من الضفادع الصغيرة قررت في لحظة القيام بمسابقة تحدٍ جرت بينها، وكان التحدي هو الوصول إلى أعلى قمة برج.. في صباح اليوم التالي تجمعت حشود الضفادع من كل صوب لمشاهدة السباق وللتشجيع والحشد إلا أن الكثير من الضفادع الحاضرة كانت متأكدة في قرارة نفسها أن احداً من الضفادع الصغيرة لن يستطيع أن يحقق التحدي ويصل إلى قمة البرج... مضت الضفادع الصغيرة تصارع وتركض، لكن كان كل ما تسمعه من الحشود هو: مستحيل!!! وصراخ يقول : لا يمكن أن يصل أي ضفدع إلى القمة لأن البرج عال جدا.. وتكررت صرخات الإحباط والتيئيس تجاه الضفادع الصغيرة المسكينة التي راحت تسقط من الإعياء واحدا تلو الآخر.. باستثناء تلك الضفادع المتحمسة والمملوءة بالنشاط والحيوية.. ومع تساقط أعداد كبيرة من الضفادع رددت الحشود مرة أخرى تصرخ في الباقين: هيا تقدموا ..لن تستطيعوا .. هذا مستحيل!! ومع تلك الدعوات تزايد عدد المتساقطين من الضفادع ولم يبق من السباق سوى ضفدع واحد يحاول الصعود إلى القمة إلى أعلى وأعلى، ولم يتخل عن إصراره أبدا.. وتساقطت كل الضفادع وبقي هو يصعد ويصعد ولا يهتم أبدا بصرخات اليأس والمستحيل، وفي النهاية وصل الضفدع الصغير إلى قمة البرج والجميع مستغرب بل ومندهش من هذه القدرة... عندما تساءلت الضفادع والحشود عن سر صمود هذا الضفدع وحده بينما تساقط العشرات في الطريق، كان الجميع يقول بحسد: كيف استطاع أن يصل؟ عرفوا أو اكتشفوا أن الضفدع الضئيل الفائز كان أصم!!... نرى من خلال هذه الحكاية ان هناك بالفعل شخصيات في حياتنا تلعب هذه الأدوار التي قد تكون مصدر امل أو مصدر تعاسة وإحباط لآمالنا وطموحاتنا التي نرسمها ونخطط لها . وهنا وجب علينا ان نعيد ترتيب أمورنا وتعزيز ثقتنا بأنفسنا وأن نبني أفكارنا بشكل ايجابي من خلال عدة امور أهمها التمسك بحبل الله والاستعانة به والتوكل عليه والتفاؤل بالخير وأخذ الحياة بهدوء وبساطة والتركيز على العناصر الإيجابية في الحياة التي تصبغها روح التفاؤل والتفكير الدقيق، استغل طاقاتك وقدراتك وفي النهاية ابن علاقات مع الناس بشكل ايجابي لكي يعود لك بالمردود السخي المملوء بالعطاء الحقيقي . Maary191@hotmail.com