أنت أيتها الأم يا نبع الحياة، أنت المصدر، أنت الوطن، أنت الحب، أنت كل البدايات وكل النهايات الجميلة، أنت خفق الروح، نبض الفؤاد، وطمأنينة النفس، أنت رمز العطاء والخير والفضل، أنت نهر الحنان، أنت ألق الحياة وزخرفها، زينتها وروعتها، أنت فيض المشاعر وجمع الشمائل، أنت ربيع الحياة، نسيمها العليل، أنت مقلة العين، درة البصر، ولذة النظر، أنت البلسم والظل، أنت ملاك الرحمة الذي يمشي على الأرض، أنت أيقونة الضياء، نور الشمس ونجمة الشمال والقمر المنير في الليالي الحالكات، أنت الفرحة وبك ناصية السعادة، أنت الأمل والحلم، وأنت المدرسة والملجأ والمآل، أنت كل ما نحن عليه وما كنا عليه وما سنكون عليه، بل أنت رمز البقاء والوجود. يكفيك فخراً وعزاً وقدراً أن الله جعل الجنة تحت قدميك، وأن رسول الله صل الله عليه وسلم أوصى بك سبعاً، وأن تنزل بك آيات القرآن الكريم، وأن يكون عقوق الوالدين إحدى الكبائر، يكفيك فخراً أنك أم، تلك الهبة العظيمة التي خصك الله بها، تلك الصفة الفطرية التي تحبينها، فتلتصق بك حتى صارت جزءاً من تكوينك، وليكون قلبك من روائع خلق الله. يهديك العالم هذا اليوم، هذه المناسبة الغالية علينا جميعاً، هذا اليوم حتى وإن كان يوماً واحداً في العام، فإنه مخصص لتكريمك عرفاناً بجمائلك، واعترافاً بفضلك، هذا اليوم الرائع الذي ينبغي أن يمتد طوال العام لأن دور الأم يمتد طوال العمر، لأنك أنت من حمل المسؤولية، وأدى الأمانة، دورك واضح في كل شيء، يتضح في كل الأنحاء والاتجاهات، تعملين في اتجاهين متوازيين، في المنزل وفي المجتمع، تحمين الوطن، وتذودين عنه بيد، وتهزين المهد باليد الأخرى، تسهمين في بناء الوطن، في تنميته ونهضته، وتربين الأبناء، وتعدين الأجيال، تصنعين الرجال، بناة الأوطان. منذ البدايات، منذ قديم الزمان كنت شريكة للرجل في المساهمة في البناء، ولطالما كنت حجر الزاوية، في صناعة الحضارة الإنسانية، في صناعة المستقبل، وفي هذا اليوم الذي نحتفي فيه بك نؤكد على دورك المحوري في كل شؤون الحياة. واليوم تستمر قيادتنا الرشيدة في دعم الأم بشكل خاص والمرأة بشكل عام بكل السبل، وهو ما جعل المرأة الإماراتية في الريادة دائماً على نظيراتها من نساء المنطقة. bewaice@gmail.com