يعاني الكثير منا أحيانا من مرض عدم القناعة بما لديه ومراقبة ما عند الآخرين فيزداد هما وشقاءً في الدنيا، و لو أنه قنع بما آتاه الله من فضل لأحس براحة يحسده عليها صاحب النعمة ذاته وكما يقول رسولنا الكريم (من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه ، يملك قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها). فهناك أشخاص يجتهدون ويكدحون ليلا ونهارا للوصول الى مبتغاهم وتحقيق أحلامهم ولايقنعون بما لديهم فيزدادون ارهاقا وتعبا فلا يحسون بلذة الحياة والاستمتاع بها وكما قال الحكماء يوما “ (عجبا للبشر!!ينفقون صحتهم في جمع المال فإذا جمعوه أنفقوه في استعادة الصحة،،يفكرون في المستقبل بقلق وينسون الحاضر فلا استمتعوا بالحاضر ولا عاشوا المستقبل،،ينظرون إلى ماعند غيرهم ولا يلتفتون لما عندهم فلا حصلوا ما عند غيرهم ولا استمتعوا بما عندهم،،خلقوا للعبادة وخلقت لهم الدنيا ليستعينوا بها فانشغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له). وهنا العديد من الحكم والقصص التي غزلت وحاكة هذه الامور والمواقف التي انتشرت في العهود القديمة وعهدنا الجديد ومن بينها قصة خريجي الجامعة عندما التقوا بعد سنوات طويلة في منزل أستاذهم العجوز وبعد أن غادروا مقاعد الدراسة وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي ؛ وبعد عبارات التحية والمجاملة، طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر ... وغاب الأستاذ عنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة ومعه أكواب من كل شكل ولون أكواب صينية فاخرة ، أكواب ميلامين ، أكواب زجاج عادي ، أكواب بلاستيك أكواب كريستال ، فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً و باهظة الثمن، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت . وقال الأستاذ لطلابه: تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ؟؟؟ ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر ما كنتم بحاجة اليه فعلا هو القهوة وليس الكوب ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين. فلو كانت الحياة هي: القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي : الأكواب وهي بالتالي مجرد أدوات و اوان تحوي الحياة ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير وعندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين وبدل ذلك أنصحكم و انصح نفسي (بالاستمتاع بالقهوة ). Maary191@hotmail.com