حقيقة لا يمكن للآباء والأمهات إنكارها، وهي الاستهزاء أحياناً من أسئلة أبنائهم بإجابات سطحية تكون في أغلب الأحيان خاطئة، وتكون عواقبها وخيمة، قد لا يتنبه لها الوالدان إلا بموقف أو حدث يقع نتيجة الاستهزاء بأسئلتهم. ولو أن الآباء يضعون أمام أعينهم أن ما يقولونه لأبنائهم من معلومات وإجابات سيأخذه الأبناء بشكل جدي لتوقف كل أب وأم قبل كلامه وإجاباته، خاصة أن الطفل يبدأ بالأسئلة التي تجول في عقله من سن الثانية فيرغب حينها الإجابة عن تساؤلاته واستفساراته، ويكون المصدر الرئيسي لديه هو والداه، ويقتنع بإجاباتهم اقتناعاً تاماً، ولكن وللأسف لا يتعامل الكثير منا بهذا المنطق الصحيح الذي تبنى عليه معتقدات الطفل في سن مبكرة، فلو لاحظنا أن هناك الكثير من الآباء والأمهات يتهربون من الإجابة على أسئلة أبنائهم ويحجبونها، خصوصا إذا كانت أسئلة حرجة، مما يضطر الطفل إلى اللجوء إلى أشخاص آخرين للإجابة عليها، وهنا تكمن المحنة التي تؤثر وبشكل مباشر على نفسية الطفل وسلوكه. إذا ما الحل؟ الحل بسيط جدا كن دقيقاً في إجاباتك على أسئلة أبنائك واعط الإجابة المناسبة التي تصلح لعمر ابنك ولا تستهزئ بالإجابة التي تدلي بها، خاصة إذا كان عمر طفلك صغيراً لأن عواقبها كبيرة، وكن على يقين أنك لو كذبت على أبنائك فانهم سيصدقون كذبتك مهما كان حجمها، وسيبنون عليها معتقداتهم، فكن صادقا معهم ولا تغذيهم بإجابات خاطئة. فمنذ مدة قرأت قصة عن أم في إحدى الدول الخليجية تسببت إجابتها الخاطئة والاستهزاء بها إلى القضاء على أبنائها الثلاثة الذين لا تتعدى أعمارهم عن الأربع سنوات، حيث ذهب الأخ الأكبر البالغ من العمر أربع سنوات وأخته البالغة من العمر ثلاث سنوات إلى أمهم التي كانت “تحمي” ابنها الصغير ابن الأربعة أشهر في حوض ماء، ودار الحديث بينهم، الأخ الكبير: أمي هل أخي الصغير قبل أن يولد كان داخل بطنك. الأم: نعم واذهب عني دعني احم أخاك الصغير. الأخ الكبير: هل أختي الصغيرة مثلك يوجد داخلها طفل. الأم: نعم واذهب عني دعني احم أخاك الصغير. ذهب الأخ وأخته إلى الأعلى بالسطح، وقال لأخته يوجد داخلك طفل، وأمي أكدت ذلك، وقالت الأخت: أريد أن أراه، باختصار ضرب الأخ أخته بالسكين في بطنها حتى يخرج الطفل، حسب اعتقاده ووقعت الطفلة على الأرض والدماء من حولها، فارتبك الأخ لما يراه، سمعت الأم صراخ ابنتها، فأحست بما جرى، فذهبت إلى السطح فرأت ابنتها الصغيرة على الأرض والدماء من حولها، ومن خوف الابن صعد فوق السور، فوقع من السطح إلى الأرض، ومات، ففزعت الأم من الحدث، وفجأة تذكرت الطفل الصغير، فذهبت إليه، ولكن المصير سبقها، وغرق الطفل بالحوض، وفارق الحياة، وخسرت الأم أبناءها الثلاثة بكذبة واستهزاء. في النهاية أتمنى أن تكون هذه القصة عبرة لكل أب وأم و ومربٍ أو مربية، وألا يستهزئوا بإجاباتهم، وأن يعطوا كل سن حقه في المعلومة بشكل مناسب وصحيح. Maary191@hotmail.com