بصراحة.. غرت من طقوس محمد البادع في عموده “في التسعين” والوجوه التي يحتضنها يومياً منذ دخوله جريدة الاتحاد. غرت من جائزة راشد الزعابي التي كتب عنها في عموده “بيني وبينكم” والتي حصل عليها أيام الثانوية لتردده المستمر على المكتبة فقط لقراءة جريدة “الاتحاد”، وغرت من لهفة فتحية البلوشي في عمودها “حالة مزاج” لحصولها على كامل أعداد الأسبوع من جريدة الاتحاد التي كانت تأتيها من قريب لها كل جمعة؛ غرت منهم ومن كل من استطاع في يوم العدد الأول لصحيفة الاتحاد بثوبها الجديد وذكرى صدورها الأربعين من خط كلماته وحفر مشاعره في أوراقها. لم تفلح صورتي وورقة العمل التي قدمتها في منتدى الاتحاد “الصحافة العربية بين الواقع والطموح”، التي وجدت مكانها في صفحات الجريدة، ولا حديثي المطول “الذي أزعج الحضور في المنتدى، عن تجربة “مدرسة الاتحاد الصحفية”، ولا زاوية “أم صويلح” في الصفحة الأخيرة من الملحق الرياضي، لم تفلح كل تلك الأشياء - التي ظهرت في عدد الذكرى الأربعين - في الحد من غيرتي التي كادت أن تتحول حقداً لولا حبي لزملائي هؤلاء، وفرحي بهم وبمشاعرهم تجاه صحيفتنا. لا يحدث الولاء في يوم وليلة ولا بعد سنوات، يحدث فقط عندما نغوص أكثر في عمق الشيء، نقرأ في تاريخه، نتعرف على الشخوص المكونة له، نحاورها، نشعر بحبات العرق التي ذرفت منهم وقت ذروة عطائهم؛ ونسمع من أرواحهم ضحكات النصر والزهو بالنجاح؛ أشياء كثيرة يجب أن نمر بها ليتكون الولاء والحب. عندما عدت من حفل إطلاق الصحيفة بحلتها الجديدة، وأنا أحمل هدية وهي عبارة عن قطعة كريستال للصفحة الأولى من العدد الأول لصحيفة الاتحاد التي صدرت في 20 تشرين الأول 1969، شعرت بفخر وزهو لا حدود لهما، شعرت بقيمة أن تكون جزءاً من تاريخ بهذا الرقي والعمق، بأن تكون ولو جزءاً صغيراً من هذا العملاق الرائع الذي حمل في يوم ما حلم القائد المؤسس، حتى قبل تأسيس الدولة التي ننعم اليوم بخيرها ونزهو بتاريخها. الجميع له تاريخ، والكثير يقرأ فيه، ولكن قلة من تقبض على قوته فتنصهر به حباً وعشقاً وولاء، فكل عام ونحن أكثر حباً وعشقاً وولاء لـ “لاتحاد”. Als_almenhaly@admedia.ae