سقطت الطائرة الماليزية أو لم تسقط ، مازال الأمل يسكن قلوب أقرباء الضحايا، أعلنوا سقوطها وتعالت أصوات أحباب كل من كان على متنها ولسان حالهم ينطق «نريد الدليل على سقوطها، نريد الدليل على أن كل من عليها قد رحلوا عن الدنيا.. الأم تريد دليلاً أنها لن تسمع نداء ابنها، والزوجة تريد برهانا أنه قد غادرها وأصبحت وحيدة، والابن مازال يتأتئ بكلمة أبي». الغموض مازال يحوم حول مصير الطائرة الماليزية، إلا أن هذا الغموض يبعث الأمل بأن من عليها قد يكونوا أحياء في مكان ما من هذا العالم، حيث عجزت كل الأقمار الصناعية التي تحيط بكوكبنا أن تلتقط لها أي إشارة. اختفت الطائرة عن الأنظار، ولم تختف وجوه الضحايا عن أعين أحبابهم وأقربائهم، سيعودون يوما ما وسنحتفل بعودتهم، ونحكي لهم ما خلفه غيابهم في أنفسنا وكيف أنهم شلوا حياتنا باختفائهم هذا، هكذا يمنى الجميع أنفسهم بعودة كل غائب. الأقدار هي دائماً بيد القدير العزيز خالق هذا الكون ولكن الأمل هو الإعجاز، الذي وضعه رب العباد في نفس البشرية، نحن نحيا بالأمل مهما كان الفراق قاسياً. اختطفوا، أو اختفوا في أعماق المياه هناك أمل باللقاء مادام البحث جارياً والقصص كثيرة، والروايات مختلفة. معظم أهل الضحايا سيحبون الرواية التي تبقيهم على أمل بأن أحبابهم مازلوا أحياء في مكان ما مختطفين أو مختفين، وأكد ذلك الفيديو الذي رصد ردات فعل أهالي الضحايا بعد أعلنت ماليزيا سقوط الطائرة في مياه المحيط، لينهار أقرباء ركاب الطائرة الماليزية غير مصدقين، ورافضين سيناريو السقوط راغبين بأي رواية تشير إلى وجود الركاب على قيد الحياة. نهرب من حقيقة الموت حتى وأن رأيناه بأعيننا لا نستطيع أن نصدق بأننا لن نرى من شاركونا الهواء والضحكات، لن نرى من رسم المستقبل معنا وبنا أحلامه وأمنياته بيننا، هنا كان يجلس وهكذا كان يتحدث انظروا كيف يضحك أصواتهم تملأ جدران المنزل. ننسى دائما أن الحياة ليست على السطح فقط بل هناك في أعماق قلبونا حيث يوجد الإيمان ويوجد الكثير ممن رحلوا عنا ذكرياتهم ويقينا بالأقدر خيره وشره. دعاءنا لهم سيبقى ما يبقى النبض فينا، سنذكرهم وسنحيا بذكراهم لأن هناك أملا باللقاء رحم الله من رحل عن الدنيا، وأعاد الله من غاب في أزقة هذا العالم. سقطت الطائرة أم لم تسقطت لم يعد هذا السؤال قائما، فشفرة هذه الطائرة التي عجزت عن فك رموزها التكنولوجيا وقفت أمام الأقدار التي كتب لها أن تبقى لغزا حتى هذه الساعة. ameena.awadh@gmail.com