جامعة الإمارات تبقى فتية في عمرها وعملاقة في منجزاتها وبما صنعته عبر نحو ثلاثة عقود تعجز عنه جامعات سبقتها بقرون. وتكمن العظمة في الهامات العالية الشامخة والإرادات الصلبة والتفكير السديد والنضج، والفكر النير، والنظرة الثاقبة للمستقبل تلك التي كان يتمتع بها القائد الباني المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله. لقد تم إنشائها بمبادرة كريمة من المغفور له الشيخ زايد في العام 1976 في مدينة العين، حيث أراد لها سموه - طيب الله ثراه - أن تكون جامعة اتحادية ذات هوية عربية إسلامية ومصدر إشعاع حضاري للفكر والثقافة والعلوم، ومنذ إنشائها أعطت الجامعة الأولوية القصوى لتطوير برامجها وخططها الدراسية بما يتوافق مع حاجات ومتطلبات المجتمع مع الالتزام بالمعايير الأكاديمية العالمية مع الحفاظ على قيم وسياسات واستراتيجيات الدولة. وقد استطاعت الجامعة بالإدارات الحكيمة أن تكون مؤسسة رائدة ومتميزة في مجالات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع على مستوى المنطقة في عقدها الأول، في الوقت الذي تزف فيه مواكب الخريجين من الجنسين سنويا تلك التي شكلت رافدا لا ينضب لإمداد سوق العمل والدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة في مختلف مدن الدولة في مختلف التخصصات الأكاديمية والفنية، وهي تستعد اليوم للاحتفال بتخريج الدفعتين الثلاثين للعام الجامعي 2009 / 2010 والحادية الثلاثين للعام الجامعي 2010 / 2011، لتمضي مواكب الخريجين لتأخذ مواقعها في سوق العمل لتسهم في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة. استقبال جامعة الإمارات قبل أيام كوكبة جديدة من أعضاء هيئة التدريس المواطنين الذين حصلوا على درجات الدكتوراه في مختلف التخصصات العلمية ضمن برنامج المعيدين كان بمثابة عرس حقيقي نفخر به جميعا باعتباره دعما قويا لبرامج التطوير التي تشهدها الجامعة، وإضافة لافتة للكوادر الوطنية من أعضاء هيئة التدريس المواطنين وتجسيد لتوجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى للجامعة للنهج الاستراتيجي، الذي أخذت به الجامعة منذ تأسيسها من دوافع وطنية واستراتيجية في سياق التطوير الشامل للجامعة. أعضاء الهيئة التدريسية الجدد الذين تم استيعابهم بالجامعة كانوا ثمرة هذه الإستراتيجية التي تبنتها الجامعة، وبعد أن أنهت هذه الكوادر المواطنة مسيرة التعليم ها هي اليوم تسعى لأخذ مكانها لتسهم في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات، معربين عن اعتزازهم وافتخارهم بانضمامهم لأسرة الجامعة وانخراطهم في سلك التدريس، ومشيرين إلى أنهم عازمون على رد الجميل بأفضل مستوى مؤكدين دعمهم الكامل لمسيرة التنمية في شتى المجالات هنيئا للجامعة بطاقاتها المواطنة الجديدة، وهنيئا لتلك الطاقات أن أخذت فرصتها لرد الجميل للوطن. jameelrafee@admedia.ae