يبدأ اليوم التسجيل في المراكز التي حددتها وزارة الداخلية لتسجيل الذين لا يحملون وثائق ثبوتية، أو من تعارفنا على تسميتهم بـ''البدون''، وذلك في المرحلة الأولى من عمل اللجنة العليا التي أمر بتشكيلها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، ترجمة للتوجيهات السامية لقيادتنا الرشيدة بإغلاق هذا الملف المؤرق والمؤلم، وحل هذه المشكلة جذريا· لقد تعاملت الدولة مع ملف ''عديمي الجنسية'' بكل أريحية ورقي، وهي تمنح هذه الفئة الفرصة تلو الأخرى لتصحيح أوضاعهم وتصويبها، وقد قطعت اللجنة السابقة لمعالجة الملف شوطا كبيرا عندما حددت أفراد هذه الفئة من المستحقين لجنسية الدولة بدفعتين، أنهى الكثير منهم إجراءاتهم، بينما يقوم الباقون باستكمالها· كما تجاوبت الدولة وتفاعلت بشكل إيجابي مع عدد من المبادرات الفردية من قبل هذه المجموعة لتصويب أوضاعهم، وفي مقدمتها مبادرة أولئك الأفراد الذين لجأووا لاستخراج جوازات سفر من جزر القمر وغيرها، وكذلك مبادرة عدد من منتسبي وزارة الداخلية من الأشخاص غير الحاملين لوثائق ثبوتية· عملية التسجيل التي ستتم على ثلاث مراحل ستبدأ اليوم في كل من مركز الراحة مول في أبوظبي و''اب تاون'' مول في دبي، والتعاون مول في الشارقة ونور الكوثر مول في عجمان، وستشمل أربع فئات من الذين لا يحملون وئائق ثبوتية، بحسب الإعلان الذي نشرته وزارة الداخلية، وهم الحاصلون على جواز سفر الدولة من دون خلاصة قيد، والذين صدرت لهم مراسيم بمنحهم جنسية الدولة، ولا يحملون جنسية دولة أخرى، والذين تم استلام طلبات تجنيسهم ومنحوا إيصالات استفهام، وكافة الأشخاص الذين سبق وتقدموا للتسجيل أو لم يسجلوا من قبل، ولا يحملون أوراقا ثبوتية· والتسجيل الذي سيبدأ اليوم ويستمر لمدة شهرين حتى السادس من نوفمبر المقبل، يعد تسجيل الفرصة الأخيرة، حيث ستقوم وزارة الداخلية بعدها باعتبار أي متخلف عن التسجيل وغير حامل لطاقة التسجيل الجديدة مخالفا لقانون دخول وإقامة الأجانب، وبالتالي سيكون عرضة للعقوبات التي تتخذ بحق المخالفين للقانون· إن الكرة باتت في ملعب هذه الفئة التي يجب عليها التفاعل مع المبادرات التي وفرتها الدولة من أجل إيجاد حل عادل وشامل لمعاناتهم، وتمكينهم من العيش في ظل الأمان الذي يحققه تصويب أوضاعهم· وهناك تأكيدات من المسؤولين على أعلى المستويات حول عزم الدولة طي صفحة هذا الملف وإلى الأبد خلال ما تبقى من العام الحالي· وهذا التعامل الحضاري والإنساني مع قضية ''البدون'' استطاع أن يحلحل ملفا شائكا، كان ينظر اليه البعض كما لو أنه عصي على الحل من دون أن يقترب منه، حتى تضخم وكبر ككرة الثلج· وها نحن نقترب من رؤية نهاية حاسمة لقضية مؤرقة بالفعل كانت وما زالت لها أبعادها وتداعياتها الاجتماعية والأمنية· ونتطلع الى ذات العزم والمضي من قبل وزارتي شؤون الرئاسة والداخلية لحسم ملفات فئات أخرى ما زالت بانتظار شرف نيل جنسية الدولة، وقد ترتب على هذا الانتظار الطويل ما ترتب· وهو عزم يعبر عن تحرك أوسع وأشمل بدأته القيادة الرشيدة لمعالجة اختلال التركيبة السكانية· وقد تابعنا مقدماته مع التوصيات التي اعتمدها مجلس الوزراء مؤخرا، وتم رفعها إليه ضمن توصيات اللجنة الوطنية المكلفة بمعالجة الخلل في التركيبة السكانية·