لم يكن أمام بلاتر رئيس “الفيفا” من حل آخر سوى الاعتذار، الاعتذار لإنجلترا والمكسيك عما أصابهما من ضرر بالغ أمام ألمانيا والأرجنتين، لقد أحس بلاتر بالخطر بعد أن أصبحت أخطاء الحكام حديث الناس في الكرة الأرضية، وبعد أن تحول المشهد إلى السخرية منهم والاستهزاء بهم !
رضخ بلاتر مؤخراً إلى رأي الأغلبية التي ترى ضرورة ملحة للأخذ بالتقنيات والتكنولوجيا في ملاعب كرة القدم من أجل مواجهة الأخطاء البشرية المتزايدة التي يقع فيها الحكام وتدفع ثمنها الفرق غالياً، وهو الأمر الذي كان مرفوضاً بالمرة من “الفيفا”، بل كان الحديث فيه قبل ساعات من المحرمات.
ولم يشأ بلاتر أن يفتح باب التكنولوجيا على مصراعيه، بل أشار على استحياء أن ذلك ممكن فقط في محيط المرمى من أجل حسم مدى تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه.. أما فيما عدا ذلك فسيظل الأمر على ماهو عليه.. حتى لا تتأثر حلاوة كرة القدم ومتعتها القائمة على العنصر البشري بصوابه وأخطائه.. حيث ستتأثر المتعة بالتأكيد عندما تتدخل التقنيات الحديثة لفض المنازعات.
وقد حدثني حكمنا الدولي على حمد مؤكداً أنه حتى لو استخدمت التكنولوجيا فسوف يكون ذلك على نطاق محدود للغاية وفي البطولات الكبرى فقط.. لكن كرة القدم ليست بطولات كبرى فحسب.. بل هي دوريات ومسابقات متنوعة ومتعددة حتى على مستوى المراحل السنية في دول غنية ودول فقيرة لا تستطيع مطلقاً الوفاء بالتقنيات الحديثة باهظة التكاليف!.
وقال سيظل العنصر البشري هو المسيطر وستظل الأخطاء البشرية قائمة مهما حدث لأنها جزء لا يتجزأ من اللعبة.. وكان على حمد قد أصلح لي خطأ وقعت فيه في مقالة سابقة عندما ذكرت أن “الفيفا” صرف خمسة ملايين من أجل إعداد الحكام للمونديال، والصحيح أنه صرف خمسين مليون دولار، وهذه المعلومة زادت الطين بلة، لأن هذه الملايين الهائلة لم تصلح أخطاء الحكام بل زادتها وبصورة لم تعد محتملة، وموجة اللجوء للتكنولوجيا بدأت ولن يستطع إيقافها أحد وها هو الفيفا المتشدد رضخ أخيراً في شخص كبيره بلاتر.. ولا عودة للوراء !

من توابع الهدف الإنجليزي الذي لم يحتسب في مرمى الألمان عندما تجاوزت الكرة المرمى بياردة كاملة شاهدها كل الناس ماعدا الحكم والمساعد، ذلك الخبر الطريف الذي يقول إن لجنة الالتماسات بالبرلمان الألماني تقدمت بالتماس من أجل احتساب هدف الإنجليز في مرمى منتخب بلادهم!
أما بعد
الطريق للمباراة النهائية “سالك” أمام البرازيل، لكنه محفوف بالمخاطر الألمانية أمام الأرجنتين !


محمود الربيعي | mahmo d_alrabiey@admedia.ae