إضاءة جديدة ونوعية تأتي من شارقة الثقافة، ومكرمة جميلة ورائعة يقدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي استكمال لمشروعات ومكرمات تجذرت وأينعت في الإمارات وكانت منارة ومشعلاً للثقافة والفنون، بدءاً من قيام الدائرة الثقافية، ومعرض الكتاب وأيام الشارقة المسرحية إلى أندية الطفولة والمتاحف المختلفة، وعندما تأتي هذه المشاريع الثقافية فإنها تقابل بالفرح والسرور في الأوساط الثقافية المحلية والعربية، حيث إن صاحبها لا يدفع بها مسايرة وتقليداً للآخرين ولكن نبع فيض من العطاء يسنده إيمان واقتناع منذ البدء بالثقافة والفكر والمعرفة· والذي يؤكد ذلك هو المشاركة الفاعلة والمهمة في التنوير والفعل الثقافي والفني والفكري لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ودفعه للانتماء والإيمان بأن الثقافة والفكر والمعرفة، هي وحدها الباقية والمستمرة والخالدة للإنسان والبشرية· وما كان للثقافة في الإمارات هذه الإشراقة والاستمرار والتقدم خطوات كبيرة إلى الأمام لو أن مثل هذا الإيمان والاهتمام لم ينبت في أرض الشارقة الحبيبة، فكم قدم سموه من العطايا والمساندة للثقافة والمثقفين، ولعل الجمعيات ذات النفع العام ما كان لها أن تستمر حتى هذه الأيام لولا المساندة والدعم المادي والمعنوي من هذه الشخصية الكريمة التي نكنّ لها كل التقدير والاحترام والتبجيل وعلى الخصوص اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي حظي بالرعاية والاهتمام والمتابعة من قبل سموه والدائرة الثقافية بالشارقة· واليوم عندما يأتي دعم جديد للمثقف العربي والمحلي بقيام مثل هذه الدار ''دار الفكر'' والتي سوف تقدم الرعاية والاحتضان والاهتمام بكل الكتاب العرب والمثقف العربي، فإن هذا يؤكد بقوة مدى وعي وسعة فكر هذا المثقف الكبير الذي لا يترك مناسبة أو فعلاً ثقافياً إلا كان له مشاركة، إما فكرية أو مادية أو معنوية· وخير مثال على ذلك حرصه الشديد على أن يفتتح بنفسه دورات معرض الكتاب السنوي، وكأنه يقول لنا إنني معكم دائماً وفي كل مناسبة، وأتذكر أنه في إحدى دورات معرض الكتاب توقف أمام معرض اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وسأل عن أحوال الاتحاد وظروفه ونشاطه· إنه شخصية ثقافية وفكرية فذة ومتابع ممتاز لكل الحراك الثقافي والفني في الإمارات، وحسبي أنه يعرف كل شيء وإن صغر أمره في الشأن الثقافي، إنه دليل الحب الحقيقي والانتماء للفكر والثقافة، وما إبداعه المسرحي واختياراته للموضوعات التي يكتب فيها إلا خير دليل على البعد الفكري والثقافي الذي تمتلكه هذه الشخصية الثقافية المهمة في الإمارات· واليوم عندما يخصص دار للفكر تدعم المثقف العربي وتعيينه على أن يعمل وينتج ويبدع وتحمل عنه تعب السنين والظروف المادية التي ترهق كل من يعمل بالثقافة أو لا يملك غير القلم، فإن هذه الهدية والمكرمة تدفع بصاحبها أن يكون سناء وضياء ومنارة خالدة في عون المثقف والثقافة، كل التحية والتقدير لصاحب الفكرة