كنت أتابع على إحدى القنوات فيلما هنديا حول «السيارة الطرزان» قصة لسيارة خارقة على غير العادة، هي لا تشبه «السيارة العجيبة» المسلسل الأجنبي الذي كان يعرض في الثمانينيات، غير أن الفيلم الهندي دائما ما يُتهم بعدم المنطقية والخروج عن الواقعية إلخ، هذا التعليق كان لأحد متابعي الفيلم معي. اللامنطقية التي يطلقها البعض على أفلام الخيال، أو تلك التي تحاول الخروج عن فكرة استنساخ الواقع بكل ما فيه، والاكتفاء بطرح الموضوع. كلها انطلقت من هوليوود سواء بفيلم كـ «حرب النجوم» و«سوبرمان» أو مسلسل مثل «الرجل الأخضر»، وغيرها من المسلسلات والأفلام الحديثة مثل «أفاتار» كلها لاقت نجاحاً باهرا عند عرضها رغم أنها من نسيج الخيال، ربما تكون حبكة الفيلم أو الصورة العامل الذي ساهم في ذلك النجاح، ولكن تظل «عقدة الخواجة» وحالة الانبهار التي تصيبنا لكل ما يأتي من الغرب من الأسباب المهمة، بالإضافة إلى امتلاكهم لكل مقومات تطبيق الخيال وتحقيقها في الواقع، كل تلك الأسباب وغيرها أعطت مصداقية لهوليوود. المعايير مختلفة في السينما الهندية، لأنها نتاج لبيئة خصبة تساعد على انطلاق أي خيال، كما أن واقع الثقافة الهندية مليء بالأساطير وغني بتنوعه، بالإضافة إلى تنوع التضاريس الجغرافية في هذا البلد والتركيبة الاجتماعية، كل هذا ساعد على إرساء فكرة المبالغة التي تتجاوز الحدود السينمائية، مثلا البطل لا يموت أو هذا البطل الخارق الذي يقضي على مئات من الأشرار بضربة من يده، وكلها مستوحاة من الأساطير خصوصا في إظهار مفهوم الشر والخير المطلق. أما الاستعراضات فهي تأتي دعما لفكرة الترفيه الذي على أساسه قامت السينما، فهذا المعيار الذي حافظت عليه بوليوود أكثر من غيرها طوال تاريخها، فالعامل البسيط الذي يشقى طوال النهار يرغب بشيء يتنفس من خلاله يفرح... يبكي... يضحك وهذا هو ما تقوم به السينما الهندية والتي غدت متنفسا ليس للعامل البسيط بل لكل من يبحث عن الترفيه. على الرغم من مبالغة أخواننا الهنود خصوصاً في أفلام الأكشن إلا أنهم أثبتوا جدارتهم في خلق صور جديدة والإبداع في رسمها سينمائياً وتصديرها للعالم. السينما الهندية كأطباقها غنية ومتنوعة لمتابعيها، فطرزان في بوليوود لا يشبه ذلك الأشقر في هوليوود ليس الاختلاف في الألوان ولكن في الطرح فالتوابل الهندية هي من جذبت العالم إلى الأرض الحارة، وهذا ما تفعله بوليوود، وأتذكر أحدهم من باب المزاح يصف الفيلم الهندي باثنين وجدا فتاة صغيرة وربيا تلك الفتاة حتى كبرت وفي نهاية الفيلم اكتشفا أن تلك الفتاة والدتهما المفقودة! ameena.awadh@admedia.ae