لا يكاد شهر رمضان يمر إلا ونسمع عن جائزة عربية جديدة، هناك جائزة العويس التي تصل قيمتها إلى مائة وعشرين ألف دولار تقريباً، وجائزة الملك فيصل التي تصل إلى ضعفها، وجائزة اليونسكو للثقافة العربية التي تقوم الشارقة بتمويلها، وتمنح لشخصية عربية وأخرى أجنبية، قدمت خدمة جليلة للثقافة العربية وأسهمت بإنجازات بارزة، وإذا كانت جوائز الدولة التقديرية في مصر مقصورة على المصريين، فهناك جائزة ملتقى الرواية العربية المفتوحة للمبدعين العرب، وكان عبدالرحمن منيف أول من حصل عليها، والطيب صالح آخر الحاصلين عليها، وجائزة ملتقى القاهرة للإبداع الشعري التي استهلت حضورها بأن ذهبت إلى محمود درويش الذي أضاف اسمه الكثير من القيمة إلى الجائزة، وأضف إلى ذلك جوائز الشيخ زايد في الإمارات التي تمنح مع افتتاح معرض الكتاب في أبوظبى، وإلى جانبها جائزة ''بوكر'' العربية التي ذهبت إلى بهاء طاهر في دورتها الأولى· ويبدو أن الإمارات أخذت موضع الصدارة في الجوائز، فبعد العويس وجوائز الشيخ زايد، وبوكر العربية، هناك جائزة أمير الشعراء من إمارة أبوظبي، وقس عليها جائزة الشارقة التي تتم عبر اليونسكو، وهناك جوائز الأفراد والمؤسسات الثقافية التي تتابعت بعد جائزة العويس، فقد ظهرت جائزة البابطين في الشعر، وجائـزة فـقي التي يديرها محمد عبده يمـاني، وجائزة باشـرحيل في الشـعر كـذلك، ولا ننسى جوائز مؤسسة الفكر العربي، وجائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب التي ترعاها مؤسسة أصيلة التي تشرف على جائزة أخرى عن الرواية، هذا غير ما أغفلت ذكره عن غـير عـمد، ولا أظن أن العالم العربي شهد هذا العدد من الجوائز قبل هذه السنوات، وكلها علامة على تنافس الأقطار والحكومات والمؤسسات في تشجيع الإبداع العربي في مجالاته المختلفة، الأدبية والفنية والفكرية والعلمية، ومن المؤكد أن هذه الجوائز تحقق فوائد على الأقل، مادية ومعنوية، فهي تتيح للمبدع بعض ما يساعده على الحياة الكريمة، وتؤكد له أن جهده لم يذهب هباء، وتزرع روح الطموح في وعي الأجيال الجديدة، وتخلق مناخاً من المنافسة الخلاّقة يعود بالخير والازدهار على الثقافة في عالمنا العربي