لو عدنا إلى سنوات خلت لوجدنا فرقاً شاسعاً في نوعية التعلم والتعليم، وأساليب التدريس، وقلة في عدد المشرفين التربويين، وندرة وجود مرشد اجتماعي أو طبيب مقيم في المدرسة، لكن مع مرور الزمن تطور التعليم، وتنوعت أساليب التدريس وطرائق المعرفة ، وانتشر الحاسوب، وأصبح مادة لها تقويماتها، حيث يتم تدريسها نظرياً وعلمياً، وتغيرت فلسفة التربية، وكيفية التعامل مع الطلاب والمناهج ما يتطلب تطور شخصية المدرس وأدائه. وبات المطلوب أن يكون المدرس قائداً تربوياً ومسلكياً ميدانياً، يبذل كل جهده وثمرات خبراته، وتجاربه لمصلحة عملية التعلم والتعليم، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون أباً وصديقاً، ورفيق درب المتعلمين، ويسعى لتحقيق الهدف الأوحد والمشترك لمجالس التعليم، وهو تطوير العملية التربوية والتعليمية، والسير بها نحو الأفضل. المدرسة كانت، وستبقى صرحاً تعليمياً شامخاً ومنارة علم ومعرفة، ومنهل ثقافة وأخلاق وأدب، لها مكانتها المرموقة في المجتمع، حيث تؤدي رسالتها التعليمية وواجبها الإنساني على خير وجه. فالعمل فيها أمانة في أعناق العاملين من مدير ومعلمين، وكل سيحاسب على عمله، جل القائل في محكم كتابه «وقل اعملوا ...». وما أعظم عندما يؤدي المعلم واجبه نحو الطالب والمدرسة بما يرضي الخالق، وبما يمليه عليه ضميره، فأبناؤنا بحاجة للعناية والرعاية والاهتمام منذ الصغر، وهنا يجب ألا نغفل جانب تعاون الأهل الذين هم الأساس في ذلك. حيث تسعى مدارسنا إلى التركيز دائماً على تربية وتعليم الطالب، وصقل شخصيته وإكسابه العادات الحسنة والصفات الحميدة، والاعتزاز بالوطن وبتراث الأجداد وعطاء النابغين، ودورهم في خدمة الشعب والوطن. مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للتعليم الذكي التي أطلقها خلال الشهر الحالي، تشكل مفصلاً حقيقياً جديداً في مسيرة التعليم التي تشهدها الدولة، ويلبي متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة للأجيال التي تشكل عدة اليوم، وعتاد المستقبل، حيث تهدف المبادرة الكريمة إلى خلق بيئة تعليمية جديدة في المدارس تضم صفوفاً ذكية، وتتضمن توزيع أجهزة لوحية على جميع الطلاب، وتزويد مدارس الدولة بشبكات الجيل الرابع فائقة السرعة، بالإضافة لبرامج تدريبية متخصصة للمعلمين، ومناهج علمية جديدة مساندة للمنهاج الأصلي. وينفذ المشروع، بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم، والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات بالدولة، وبمتابعة مباشرة من مكتب رئاسة مجلس الوزراء. دائماً يجسد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حقيقة أن النجاح بداية لطموح آخر من طموحات الحياة، والسعداء هم الذين يثابرون من أجل أن تكون حياتهم مكللة بالنجاح المتواصل. وأن الحياة بكل ما فيها من محطات يشكل النجاح أبرز وأهم محطاتها ، ومن خلاله يرى الإنسان الحياة بمنظور مختلف، وفكر ثاقب، ورؤية باعثة على الإبداع، والدخول إلى مناطق أكثر صعوبة في الحياة. رعاك الله يا أبا راشد حقاً إنك مدرسة فكرية بل صرح شامخ مكلل بالنجاحات. jameelrafee@admedia.ae