مرحلة جديدة يعيشها الاتحاد العربي لكرة القدم بعد تزكية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيساً للاتحاد، في أعقاب مرحلة منتعشة ورائعة قادها معالي المستشار تركي آل الشيخ، والذي قدم نقلة نوعية مختلقة تحت قيادته منذ عام 2017.. مرحلة بوناصر كانت نجمة مضيئة في تاريخ الكرة العربية تبلورت في دوري أبطال العرب بحلة مختلفة، سرقت الأضواء من كل البطولات القارية في المنطقة وأعادت لنا وهج البطولات القومية العربية، وجاء قرار الرحيل ليفقد الكرة في منطقتنا أحد أهم الشخصيات الرياضية العربية في الفترة الأخيرة.
ذكرى وبصمة ستظلان راسختين في الأذهان، ولكن ما سيعوضنا هو أن البديل أيضا شخصية عربية سعودية رياضية وميدانية، وهو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الذي يدرك أهمية هذه المرحلة وحساسيتها، ودور هذا الاتحاد في تعزيز الجانب الشبابي بين الأشقاء العرب، فهذا الاتحاد منذ أن تأسس كانت تترأسه شخصيات قيادية رياضية من أعلى طراز بدءًا من الراحل الكبير الرمز والأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، وتولى من بعده الأمير سلطان بن فهد، ومن ثم الأمير نواف بن فيصل بن فهد والأمير تركي بن خالد بن فيصل.
قبل سنوات كنا نعتقد أن البطولات العربية انتهت وأن زمانها ولى وأنها مرحلة أصبحت من الذكريات، ولكن بقيادة الرئيس الأسبق تركي آل الشيخ عادت أقوى إعلامياً وجماهيرياً وفنياً وتسويقياً، فقد كان قرار إعادتها مشروعا رياضيا حقيقيا وليس مجرد فكرة، وتجلى ذلك فيما رأيناه من بطولة حقيقية كانت قمة في كل شيء، واليوم ليس بأيدينا سوى أن نشكر هذا الرجل بكل ما تعني كلمات الشكر من معنى، وستبقى بصماته وأفكاره ومشاريعه في الوجدان، نشكره على مشروعه العربي والوطني، ونشكره رغم كل الآراء التي توقعت فشل الفكرة.. فرغم كل ما تعانيه المنطقة تمكن هذا الرجل من إعادة وحدة الصف الشبابي مجدداً، وكان تحدياً برؤية عميقة تمكن من تجاوز العوائق ليحقق التجمع العربي الكروي بعد عقود من الغياب.

كلمة أخيرة
هو رجل المرحلة الفارقة.. يأتي ويرحل ولكن لا ينساه التاريخ.