وجدت أن الطقس يعتدل تدريجياً هذه الأيام، وإن كان الأمر متأخراً نوعاً ما، فها نحن في أواخر شهر أكتوبر ولا تزال هناك رطوبة، وهي تسبب في كثير من الأحيان ارتفاع نسبة الضباب في الأجواء الذي قد تكون عواقبه وخيمة على الحركة المرورية وحركة النقل الجوي، مما قد ينعكس بطبيعة الحال على قطاع السياحة الذي بدوره يحتاج وينتظر تحسن الطقس حتى ينشط مدفوعاً بالوفود السياحية التي تتوافد من كل مكان، بحثاً عن الدفء الشتوي، مستغلة الأجواء الربيعية التي تسود البلاد في الأشهر الستة المقبلة.
لكن الطقس ليس بيدنا حيلة في تحسنه وليس هناك حل أيضا لمشكلة الرطوبة والضباب، وهو سيتحسن تدريجياً في غضون أيام أما الحركة السياحية فذلك شأن يهمنا جميعا.
الواقع أن السياحة نشطت في السنوات الأخيرة لدرجة أنها أصبحت أحد روافد الاقتصاد في الدولة، خصوصاً مع التخطيط السياحي الممنهج الذي اتبعته أبوظبي خلال السنوات الماضية مستغلة مواردها الطبيعية والتراثية في ترويج نفسها كوجهة سياحية رئيسية متكاملة متنوعة تمزج بين الصحراء والماء وبين الثقافة والرياضة وبين الفخامة والأناقة بين البساطة والسهولة.
فتجد هناك سياحة تعتمد على الصحراء وثرائها وطبيعتها، وأخرى تعتمد على البحر وجمال شواطئه وثالثة تعتمد على التنوع الجغرافي فيها فتجمع كل شيء في مكان واحد كما في جزيرة صير بني ياس بل وهناك سياحة رياضية وثقافية وتراثية وتاريخية وتسوق ومؤتمرات ومعارض ولا أدري إن كان هناك سياحة علاجية كما في بعض الوجهات العالمية.
وربما تكون جزيرة ياس وإنجازاتها آخر ما يشد السياح إلى أبوظبي وافتتاح مدينة فيراري سيكون الحدث الأكبر خلال الأيام المقبلة حيث ستتوجه العيون باتجاه أبوظبي على مستوى عالمي من أجل مشاهدة أكبر مدينة ترفيهية في العالم لتسحب البساط من مدن عالمية كبرى لما ستقدمه من تجربة رائعة للسياح ومحبي الاستكشاف أو الترفيه.
ذلك وغيره من المبادرات الخلاقة تسجل كمنجزات حقيقية على أرض الواقع حدثت في زمن قصير جداً لتكسب أبوظبي سمعة مرموقة على جميع الصعد وتجعل منها وجهة فريدة ومحط الأنظار في زمن الكل فيه منكفئ على ذاته بسبب الأزمات التي تعصف بالعالم.
بقي أن أقول إن كل ذلك جميل ورائع ويبقى ينقصه شيء واحد لتكتمل الصورة وهيأان نعمل على الثقافة العامة، ثقافة المقيمين على أرض أبوظبي ليكونوا على مستوى المكانة التي وضعت أبوظبي نفسها فيها، إن ذلك يحتاج الى جهد مضاعف والى تضافر جهود جهات عدة ربما نتحدث عنها لاحقاً.


amal.almehairi@admedia.ae