حملة القضاء على الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتحلل التي تتبناها العديد من الجهات ذات العلاقة بالبيئة في الدولة خلال الشهور الماضية جاءت في وقتها تماماً.. فهذه الأكياس تعتبر الملوث الأول للبيئة في الإمارات، وما من سلعة واحدة تباع في الأسواق إلا ودخلت معها هذه الأكياس، لتدخل إلى بيوتنا ثم إلى سلال المهملات، ومنها إلى صناديق القمامة مرة أخرى، ليعاد تدويرها أو التخلص منها. وإذا صدقت النوايا فإن الإمارات سوف تكون خالية تماماً من هذه الأكياس خلال السنوات الثلاث المقبلة، تمهيداً لتشريع يجرم استخدام وصناعة وبيع هذه الأكياس التي تدمر البيئة.. سوف يتواكب مع منع الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل منع الأكواب البلاستيكية المستخدمة في شرب المشروبات الساخنة في محطات البترول والمقاهي الصغيرة على الطرق. وطبقا لدراسات علمية فإن الأضرار التي تسببها هذه الأكواب بعد اختلاط مادتها الأساسية مع المشروب الساخن مميتة، وتسبب العديد من الأمراض منها مرض السرطان و»العياذ بالله منه «، كل ذلك لابد وأن يكون في الحسبان عندما تنطلق الحملات التوعوية التي سوف تستهدف شريحة كبيرة من المجتمع. فالإمارات تنتج مليون كيلو جرام من النفايات يومياً، ونسبة كبيرة من هذه النفايات تكون في صورة نفايات عضوية يصعب تدويرها أو الاستفادة منها مرة أخرى، ويزداد خطرها إذا أحرقت كعامل مؤثر في طبقة الأوزون التي بدأت تتسع أكثر فأكثر، وبالتالي فإن منع الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتحلل من التداول سوف يشجع التجار والمستهلكين على استخدام بدائل لا تضر البيئة، مثل إنتاج الأكياس الورقية التي يعاد استخدامها مرة أخرى. ويمكن استبدال الأكواب البلاستيكية في محطات الوقود وكافتريات الطرق بأكواب من الورق المقوى، التي لا تضر البيئة والإنسان معاً. إن عودة بسيطة إلى الوراء تذكرنا بأن الآباء والأجداد لم يكونوا يعرفون هذه الأكياس، وكانت هناك بدائل من البيئة حيث كانت غالبية ما يستخدمه أهل الإمارات والخليج بشكل عام، سواء داخل البيت أو خارجه، عبارة عن أشياء تمت صناعتها من خوص النخل، ومن الأشجار الموجودة في البيئة المحلية، وكانت هذه الأشياء تعيش لسنوات دون أن تضر البيئة أو تحمل صاحبها أية أموال إضافية. إن حملة القضاء على الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتحلل يمكن أن تعيدنا إلى بيئة العقود الماضية، التي كانت نظيفة وأن توجه الأنظار إلى ما تحتوية بيئتنا المحلية من كنوز مازلنا حتى الآن غير قادرين على كشف قيمها.. والله الموفق. إبراهيم العسم