يعيش العالم أزمات متنوعة من حروب جوهرها اقتصادي، تتوالى يوماً بعد يوم، ولا يدري أحد إلى أين تسير الأمور بهذه الأزمات، فلم يشهد العالم في تاريخه مثل هذا الجوع الذي ينهش بطون الملايين من البشر، وكيف لا، وملايين أطنان القمح تحرق، أو ترمى في البحار للمحافظة على الأسعار العالمية!.. يقال: إن الشدَّة إذا تَتابَعت انفرجت وإذا تَوالَتْ تَوَلّت، نتمنى أن يكون ما يشهده العالم من أزمات شدة تزول. أزم الشيء ضاق وتدانى بشدّة والتِفَاف، والأزْمة الشدّة والقَحْط، وجمعها إزَمٌ كبَدْرةٍ وبِدَر، وأَزْمٌ كتَمْرةٍ وتَمْر؛ قال أبوخِراش: جَزى اللــهُ خيــراً خالــداً من مُكافِئ على كلِّ حـال مــن رَخــاء ومــن أَزْمِ وفي الحديث: اشْتَدّي أزمة تنْفرجي،وقيل الأزمَة السَّنة المُجْدبة.. والأَوزام: السِّنُون الشدائد كالبَوازِم، وأَزَمَ عليهم العامُ والدهرُ يَأْزِمُ أَزْماً وأُزُوماً: اشتدّ قَحْطُه، وقيل: اشتدَّ وقَلّ خيرُه؛ وسنة أَزْمَةٌ وأَزِمَة وأَزُومٌ وآزِمةٌ؛ قال زهير: أهانَ لها الطعامَ فأنْفَذَتْهُ غَداةَ الرّوْعِ، إذ أزَمَتْ أزُومُ ويقال: نزلتْ بهم أزامِ وأزُومٌ أي شدَّة، والمُتَأَزِّمُ المُتَأَلِّم لأزمة الزّمان وشدَّته، ويقال: أصابتنا أزْمة وآزمةٌ أي شدّة... وتَأزَّمَ القومُ إذا أطالوا الإقامة بِدارهم، وأزَمَ بصاحِبه يَأْزِمُ أَزْماً: لَزِقَ. والأزْمُ ضرْب من الضَّفْر وهو الفَتْل، وأَزَمَ أَزْماً وأَزِمَ أَزَماً، كلاهما: تقبَّض. والمَأْزِمُ المَضِيق مثل المَأْزِلِ؛ ومأْزِمُ القتال: موضعه إذا ضاق، وكذلك مَأْزِمُ العيش، وكل مضِيق مَأْزِمٌ. والأزْمُ إِغْلاق الباب، وأَزَمَ البابَ أزْماً: أغْلَقه. والأزْمُ الإمساك، والأزْمُ الصمْت. والأزْمُ ترك الأكل وأصله من ذلك، وفي الحديث: أن عمر قال للحرث ابن كَلْدة وكان طبيبَ العَرب: ما الطِّبُّ؟ فقال: هو الأزْمُ، وهو ألا تدخِل طعاماً على طعام، وفسَّره الناس أنه الحمْيَةُ والإمساك عن الاستكثار، والأزْمةُ الأكلة الواحدة في اليوم مرَّة كالوَجْبة. وفي حديث الصلاة أنه قال: أيّكم المُتَكلّم؟ فَأَزَمَ القومُ أي أمسكوا عن الكلام كما يُمسِك الصائم عن الطَّعام، قال: ومنه سميت الحِمْيَةُ أَزْماً. الفرزدق: لا يَســــــتَطيعُ جَــوَادٌ بَعدَ جُودِهِــمُ، وَلا يُدانِيهِـــــــمُ قَــوْمٌ، وَإنْ كَرُمـــــُوا هُمُ الغُيُـــوثُ، إذا مــا أزْمـــَةٌ أزَمَــتْ، وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ لا يُنقِصُ العُســرُ بَســـطاً من أكُفّهِمُ؛ ســـِيّانِ ذلك: إن أثَـرَوْا وَإنْ عَدِمُـــوا يُســــــتدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْــوَى بحُبّهِــمُ، وَيُســـــْتَرَبّ به الإحْســــَانُ وَالنِّعَــمُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae