بعض الأشخاص قبل أن نذكر أسماءَهم تسبقنا إنجازاتهم، هؤلاء هم تصومعوا في منابت العمل فأنتجوا أشجاراً فارعة وفرعوا غصوناً يافعة ووضعوا الثمرات على الأغصان، يافعة ولونوا وجه الكون بأطياف البذل والعطاء والنماء من أجل المكان ورفعته وازدهار مكانته.. مجلة ماجد واحدة من الصروح التي نشأت وترعرعت وأزهرت وازدهرت وزخرت وتزخرفت بطيب ما أبدعه العقل الإنساني من نتاج سلب الألباب وجمع الأحباب وسكن الرحاب حتى صارت هذه المجلة محطة من محطات التلاقي الإنساني والفكري والثقافي على صعيد الوطن العربي. بل وأسست جيلاً ثقافياً عرف بجيل مجلة ماجد وما قدمته من ثقافة معرفية هائلة عبر سيناريوهات قصصية استوطنت الوجدان وامتلكت ناصية الريادة في عطائها الإبداعي والإعلامي. عندما تذكر مجلة ماجد لابد وأن يكون العنوان الرجل العصامي أحمد عمر هذا الباذل السخي في عطائه وتفانيه وانتمائه إلى مهنة المتاعب والمصاعب وكان هو المؤسس وهو المنتمي إلى جماعة الصمت الفاعل والفعل الكامل والكمال المتفاعل مع النسيج الثقافي بكل أدواته وأساليبه ووسائله التي بدونها لا ينجز عمل كمجلة ماجد.. ولأننا في وطن الوفاء فإن الغائبين حاضرون والحاضرون يضعون على جبينهم صور العرفان ورد الجميل لكل من خدم هذا الوطن وكل من مسح من أجله العرق وكل من بذل لأجله الجهد وكل من أحبه بصدق وإخلاص. مجلة ماجد اليوم وهي ترفل بتاريخها ومجدها تضع الرسالة نبراساً، والذين بنوا وشيدوا حراساً للحلم ومتراساً للأمل والتواصل مستمر بين من بدأ ومن واصل واستمر لأن الحياة فطرت على التراكم والتواؤم والتلازم والتلاؤم. نذكر أحمد عمر كما نذكر سواه من أحبوا الإمارات وعشقوا ترابها وأفنوا العمر من أجل هذا الوطن المعطاء، وطن الحب والوفاء وغرس النبلاء ونبت النجباء وجذر الأوفياء. نذكرهم جميعاً لأننا لا نستطيع أن نعيش بدون الذكريات الطيبة فهي طيبتنا وعبق فضاءاتنا وعبير ما ننتمي إليه من وجدان إنساني لا ينمو ولا يزهر إلا بشم رائحة الذين مروا من هنا والذين حفروا وجوههم فينا ومنا وإلينا. نذكر هؤلاء لأننا نشعر أن لا يمتلئ فراغه إلا بحشد لكل الكائنات الجميلة النبيلة الأصيلة التي انفصلت عنا دائماً، اتصلت بنا عبر الهالة المزروعة في نتاجاتهم وإبداعاتهم ورائحة الحبر التي نقشوا بها صفحات الحلم، حلم الإنسان، حلم الوطن، حلم الإمارات، وطن الجميع، وشجرة جل العصافير التي وضعت أعشاشها على الأغصان الباسقة. نذكر هؤلاء ونتذكر تاريخاً يمشي على تراب بلادنا وأنشدت طيوره أغاني العشق ومعاني الحقيقة المطلقة. نذكرهم ونشكرهم لأنهم عرفونا بأنفسهم من خلال ما أبدعوه من إنجازات.