هالة الخياط (أبوظبي)
ناقش معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية الذي انطلقت أعماله، أمس، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، المواضيع الأكثر إلحاحاً في مشهد قطاع النقل والسكك الحديدية العالمي، وسلط الضوء على أحدث الابتكارات في القطاع.  وتخللت المؤتمر مجموعة من العروض التقديمية، والتي ركزت على أنظمة الربط الذكية والعمليات المؤتمتة والآمنة، و«إنترنت الأشياء»، وتحليل البيانات والعمليات المستدامة بهدف إرساء منظومة قطاع نقل ذكي ومستدام. ويعكس معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديد، الأهمية الخاصة التي تُعطيها الدولة لمشروع شبكة السكك الحديد الوطنية الذي يُعد مشروعاً طموحاً يسهم في تعزيز استعدادات الإمارات للمستقبل، وتحقيق أهدافها الطموحة لترسيخ عملية التنمية المستدامة.
وركز الحدث الذي يستضيف أكثر من 10 آلاف زائر، على السبل التي تدعم تطوير البنية التحتية، ومشاريع النقل والسكك الحديدية عالية التقنية في الشرق الأوسط.
وشاركت دائرة البلديات والنقل والجهات التابعة لها في فعاليات المعرض الذي يختتم أعماله اليوم، حيث ألقى معالي محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل، كلمة الافتتاح الرئيسية، بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء، وسلّط معاليه الضوء على رؤية الدائرة ورسالتها الرامية إلى تنظيم وتطوير النقل بشكل متكامل ومستدام من خلال توفير بنية تحتية ومرافق وخدمات رائدة وذكية لرفاهية وسعادة المجتمع.
وأكد أن دائرة البلديات والنقل تعمل على ترجمة رؤية القيادة الرشيدة من خلال إطلاق المبادرات والمشاريع التي تلبي احتياجات مجتمع إمارة أبوظبي، عبر تطوير مجتمعات نابضة بالحياة ومساحات خضراء مع الاستثمار في البنية التحتية المستدامة.
وقال معالي الشرفا: «يشهد العالم اليوم تحولات جذرية نتيجة للنمو السكاني المطرد، والزيادة الكبيرة في معدلات التحضر، ومن خلال تبني السكك الحديدية والدور الحيوي الذي تلعبه في تحقيق المبادرات الحكومية، مثل استراتيجية الحياد المناخي 2050، فإننا نعمل على إطلاق الإمكانات الكاملة للسكك الحديدية، والاستفادة من المزايا التي تقدمها، خاصة في تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وربط المجتمعات ودعم قطاع الأعمال، وتعزيز رفاهية المجتمع والأجيال الحالية والمستقبلية».
واختتم الشرفا كلمته بالحديث عن أهمية تسخير التكنولوجيا الناشئة في بناء المدن الذكية، وقال: «إن الثورة الصناعية الرابعة قدمت العديد من الابتكارات والتقنيات التي أحدثت تحولاً في قطاع النقل، مثل الذكاء الاصطناعي و(إنترنت الأشياء)، والمركبات ذاتية القيادة و(البلوكتشين)، حيث وفرت هذه التقنيات فرصاً غير مسبوقة لتطوير نظم نقل ذكية ومتكاملة وسلسة وفعالة». 
وفي تصريحات لـ«الاتحاد»، أكد المهندس محمد الشحي نائب المدير التنفيذي للمشاريع في الاتحاد للقطارات، أهمية المعرض بما يتيحه للشركات والمصنعين والموردين من فرص لتبادل المعرفة والخبرات فيما بينها. وقال الشحي: إن «الاتحاد للقطارات» بدأت أعمال تشغيل السكك الحديدية والتي تمتد على مسافة 900 كم من منطقة الغويفات الحدودية مع المملكة العربية السعودية إلى الساحل الشرقي لميناء الفجيرة، داعياً كافة الجهات الراغبة بشحن البضائع إلى التواصل مع شركة الاتحاد للقطارات لنقل البضائع عبر شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية.

نموذج الخندق
استعرض مركز بحوث الروبوتات المستقلة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي النموذج الأولي للمركبة الأرضية المسيرة لإبراز قدراتها المتميزة في التنقل المستقل من موقع إلى آخر. 
وأوضح الدكتور ثيري ليستابل، مدير تنفيذي لدى مركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي لـ«الاتحاد»، أن «نموذج الخندق» يمتلك استخدامات مهمة في مهام البحث والإنقاذ، إذ يمكنه رصد شخص تقطعت به السبل والانتقال إليه من خلال تحديد موقعه الدقيق على خريطة نظام تحديد المواقع العالمي. وعندما يتم توجيه «مركبة الخندق» لتحديد النقطة (أ) والنقطة (ب)، فإنه يتنقل بشكل مستقل في هذه النقاط.