العالم بأكمله مشدود لما يحدث في أفغانستان من تطورات متسارعة، وتبدل للمشهد، بين نظام رئاسي ينهار، ونظام آخر يخضع السلطة لهيمنته بالقوة، والشعب يدفع الثمن مراراً وتكراراً من أمنه واستقراره.
وبين فرار الرئيس أشرف غني إلى الخارج لتجنب إراقة الدماء وتدمير كابول كما قال، وسيطرة «طالبان» على أحياء العاصمة واحداً تلو آخر، يعيش المدنيون حالة رعب سواء الأفغان الذين يعرفون مدى تشدد الحركة في فرض قوانينها الخاصة أو الوافدين من دبلوماسيين وغيرهم الذين ينتظرون إجلاءهم بأسرع وقت ممكن.
يخشى كثير من الأفغان عودة «طالبان» بعقلية حكمها السابق (1996 - 2001) قبل أن يطردها التحالف الدولي بعد اعتداءات 11 سبتمبر التي نفذتها جماعة «القاعدة» الإرهابية التي كانت تؤويها، لاسيما أن هناك اتهامات بارتكابها الكثير من الفظائع في المناطق التي سيطرت عليها في الفترة الأخيرة. 
وبانتظار أن تتضح معالم المرحلة المقبلة، يبدو أن هناك توافقاً عالمياً على عدم الاعتراف بحكومة من صنع «طالبان»، والإصرار على مطالبتها أولاً بتأمين الحماية للمدنيين عبر إنهاء العنف واحترام حقوق الإنسان، والدفع ثانياً باتجاه حل سلمي يشمل جميع الأطراف على طاولة حوار، تكون بديلاً لدوامة لا تنتهي من حمامات الدم.

"الاتحاد"