يواجه لبنان تحديات جمة بسبب التطورات السياسية المتلاحقة والأوضاع الاقتصادية والأمنية القائمة، ويطمح المجتمع الدولي في تعافٍ سريعٍ للدولة والمجتمع في لبنان، ليعود فاعلاً في منظومة العمل العربي المشترك. فقد ظل لبنان دوماً عنصراً مهماً وأساسياً في الاستقرار السياسي بالعالم العربي والشرق الأوسط. ويتطلب ذلك جهوداً مكثفة من جميع الأطراف، من أجل تجاوز التحديات والأزمات الناشبة بالحوار وصولاً إلى تسويات سياسية سلمية، تضمن لجميع اللبنانيين حقوقهم الطبيعية في الأمن والرفاه والرخاء والعيش الكريم. وهذا بالتحديد ما يحتاجه الشعب اللبناني في اللحظة الراهنة، لذلك فإن الآمال الكبيرة معلقة على كل الأطراف في المشهد السياسي اللبناني، لتهيئة كل الأسباب التي تسمح بتيسير عبور المرحلة الحالية، من دون أي مواجهات أو أعمال عنف قد تتسبب في تفاقم معاناة اللبنانيين.
والعالم العربي والشرق الأوسط عموماً بحاجة ماسة إلى عودة لبنان أيضاً لممارسة دوره الطبيعي منارة للثقافة والفن والإبداع، كما كان على مدار عقود طويلة.
وتتحقق هذه العودة بالوصول لمرحلة الاستقرار واستئناف مسيرة التنمية، بمنح الحكومة والسلطات المعنية الفرصة للقيام بدورها، الأمر الذي يتيح للمجتمع الدولي التواصل بشكل فعال ومثمر، من أجل تقديم مختلف أشكال الدعم والمساندة لمساعدة اللبنانيين على استئناف حياتهم الطبيعية من دون ضغوط اقتصادية أو سياسية.

"الاتحاد"