الشارقة (وام)
اختتم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين مشاركته في النسخة الثانية من مؤتمر «تعلّم بلا حدود» الذي نظّمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) مؤخراً في مدينة الظهران السعودية.
وتناول المجلس بصفته الشريك المعرفي للمؤتمر عدداً من التجارب الفريدة والأساليب المبتكرة غير التقليدية وغير الرسمية في عالم التعليم، وركّز هذا العام على موضوع السرد القصصي لتحقيق الاستفادة القصوى من تجربة التعلّم.
وشاركت مروة العقروبي، رئيسة المجلس، في جلسة بعنوان «همس الحكايات: رحلة في سحر الكتب الصامتة» تحدّثت فيها عن تجربة المجلس ودولة الإمارات العربية المتحدة في التعريف بالكتب الصامتة ونشرها ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما في العالم العربي أيضاً، مشيرة إلى أن هذه الكتب عبارة عن صفحات مليئة بالرسومات والصور وخالية من الكلمات، ويمكن لأي شخص كبيراً كان أم صغيراً أن يفهمها دون وجود حاجز لغوي يمنعه من إدراك مقاصدها أو فك أسرارها، ودون الحاجة إلى وسيط يفسر له مداركها أو غاياتها.
وأكدت أن ارتفاع موجات الهجرة واللجوء في الأعوام الأخيرة؛ بسبب الأوضاع التي تمر بها بلدان عديدة حول العالم نتج عنه تزايد الاهتمام بالكتب الصامتة من قبل المؤسسات في الدول التي استضافت هؤلاء اللاجئين، لتسهيل التواصل معهم خاصة الأطفال واليافعين من خلال إصدارات تتجاوز حواجز اللغة لتحاور القلوب والعقول بلغةٍ عالمية واحدة هي لغة البصر، وتغرس في نفوس اللاجئين الصغار الاطمئنان والأمل والتفاؤل والقدرة على تجاوز تحديات رحلة اللجوء، وتسهيل الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة. وقالت إن هذه الكتب أثبتت فائدتها خاصة بالنسبة للمهاجرين واللاجئين كونها سهّلت عليهم الاندماج مع واقعهم الجديد ومجتمعهم.
وأشارت العقروبي إلى أن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين أدى دوراً قيادياً في التأسيس لصناعة، ونشر أول كتب صامتة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ونظّم العديد من ورش العمل محلياً وإقليمياً، ما أسفر عن إنتاج مجموعة نموذجية من الكتب الصامتة التي صُنعت ونُشرت بفخر في الإمارات، إضافة إلى تنظيم أربعة معارض حتى الآن حول الكتب الصامتة في أبوظبي والعين والشارقة، لافتة إلى أن جهود المجلس تكلّلت بالنجاح عندما اختيرت أربعة من الكتب التي أنتجت في دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون جزءاً من مجموعة الكتب الصامتة لعام 2019 الصادرة عن المجلس الدولي لكتب اليافعين، وأدرج أحدها في قائمة الشرف.

  • مروة العقروبي

وأعربت مروة العقروبي عن سعادتها بهذه المشاركة وقالت: «شكّل مؤتمر تعلّم بلا حدود فرصة لإبراز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بالمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، في إثراء العمل الثقافي وتعزيز التجربة التعليمية وتطوير صناعة كتب الأطفال واليافعين بما في ذلك إنتاج ونشر الكتب الصامتة التي تدعم مبادراتها ومشاريعها الإنسانية، بفضل أهمية هذا النوع من الكتب في تمكين اللاجئين وتسهيل تواصلهم ودمجهم في مجتمعاتهم الجديدة، إلى جانب الدور الذي تلعبه مثل هذه المبادرات في تطوير الكفاءات العربية المهتمة والمتخصصة بالأدب الموجه للصغار من أعمار مختلفة».
وشارك المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في جلسة أخرى حول الحكايات الشعبية تحدّثت خلالها الكاتبة نادية النجار، عضو المجلس الاستشاري للمجلس، عن أهمية التراث التقليدي في السرد القصصي من خلال الحكايات الشعبية التي تتناقلها الأجيال بكل ما فيها من قيمٍ وفضائل ومعانٍ جميلة تعكس جوانب مختلفة من الحياة، مشيرة إلى أن كثيراً من الحكايات الشعبية تتشابه مع بعضها بعضاً في ثقافات عديدة، واستعرضت تجربة دولة الإمارات في الاهتمام بالحكايات الشعبية ونشرها وهو ما جعلها تشكّل جزءاً من المنظومة الثقافية للمجتمع الإماراتي، رغم تطور العصر وتأثر الأدب الحديث بالكثير من المتغيّرات.
ونظّم المجلس جلسة نقاشية حول كتاب «مشاعر... مشاعر» الفائز بجائزة اتصالات لكتاب الطفل لعام 2023 عن فئة الطفولة المبكرة، بمشاركة كل من المؤلفة فاطمة السعدون والرسامة إيمان عبدالحميد والناشرة ناهد الشوا، وتناولت السيدات الثلاث المشاركات تجربتهن في التأليف والرسم والنشر، ودور الجائزة في تحفيزهن لمواصلة طريقهن وتقديم مزيد من الإبداعات التي تثري مكتبة الطفل العربي.
وحرص المجلس على هامش المؤتمر على تسليط الضوء على أبرز مبادراته ومشاريعه خاصة حملة «اقرأ، احلم، ابتكر» ومبادرة «كان ياما كان» وبرنامج «ورشة» التدريبي وجائزة اتصالات لكتاب الطفل ومشروع «كتب صنعت في الإمارات».
واحتفاءً بمشاركته الأولى في مؤتمر «تعلّم بلا حدود»، وفي إطار التعريف بالكتب الصامتة وبجائزة اتصالات لكتاب الطفل، أقام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين حفل توقيع لكتاب «مشاعر... مشاعر» بحضور مؤلفة ورسامة وناشرة الكتاب وكذلك توقيع كتاب «أوشتفاكريا» (بالفنلندية: صديق الكتاب) للرسامة إيمي جورمالاينن وهو الكتاب الذي صدر بدعم من مركز تعزيز الفنون الفنلندي (تايكي) والمؤسسة الثقافية الفنلندية، وأصدرته الرسامة في أثناء فترة جائحة كورونا وتوقف السفر.