سامي عبد الرؤوف (دبي)

 قالت الدكتورة منال تريم، المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة بدبي، أن مركز التدخل المبكر لعلاج الأطفال التابع للهيئة، بدأ عودة استقبال المرضى للحضور للاستشارات والعلاج، اعتباراً من 21 يونيو الماضي، بعد اتخاذ جميع التدابير الاحترازية التي تكفل سلامة الأطفال وذويهم. 
 وقالت تريم، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: بلغ عدد الجلسات العلاجية المقدمة من المركز منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، 822 جلسة لأطفال التأخر الإنمائي، بينها 107 جلسات عن بُعد، و715 داخل المركز.
وأضافت: «لم يتوقف مركز التدخل المبكر لعلاج الأطفال التابع للهيئة، يوماً عن عمله ونشاطه، حيث واصل المركز توفير كل سبل الرعاية للأطفال الذين يعانون مشاكل صحية إنمائية، حتى مع أزمة كورونا (كوفيد-19)، وفي ذروة الأزمة، وما زال يحيط الأطفال بكامل العناية الطبية والنفسية والاجتماعية دون انقطاع».
أشارت الدكتورة منال تريم، إلى أن جائحة كورونا (كوفيد-19)، فرضت تحدياً كبيراً أمام المركز، لصعوبة تقديم الخدمة في المركز، لما له من خطورة على الأطفال والأهل، لذلك تم وضع خطة من قبل الفريق لضمان استمرارية توفير الخدمات، دون انقطاع، مع المحافظة على سلامة الأطفال وحياتهم، ضمن التعليمات والإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية المعتمدة.

  • منال تريم

ولفتت إلى أن الهيئة، ومن خلال قطاع الرعاية الصحية الأولية، وضعت مجموعة من الأهداف في خطتها التي تم صياغتها بشكل خاص للمركز، تضمنت الحفاظ على استمرارية الخدمة للأطفال وفق الخطة العلاجية، من خلال توفير الاستشارات والإرشادات، وغير ذلك من رعاية لتجنب أية تطورات على حالة الأطفال الصحية الإنمائية.
كما راعت الخطة تقديم الخدمات للأطفال المسجلين في المركز، من خلال نموذج العلاج المرن لتعزيز المهارات الوظيفية للطفل في البيئة المنزلية.
وأوضحت الدكتورة تريم: إنه مع بداية الجائحة وتدنى حضور الأطفال الذين يعانون من المشكلات الصحية الإنمائية- إلى المركز تم التواصل مع الأسر للتحقق من حالة كل طفل، وتم دعمهم من خلال تقديم بعض التمارين والأنشطة المنزلية، إلى جانب بعض البرامج المساعدة في استثمار وقت الأطفال في المنزل.
 وذكرت أنه عندما توقف المركز عن استقبال الأطفال كلياً، كثفت فرق العمل المتخصصة في المركز اتصالاتها مع الأطفال وذويهم لتنفيذ الأنشطة والبرامج المنزلية ضمن الخطة العلاجية للطفل، وكان التفاعل من قبل الأهالي كبيراً، وتم رصد ردود فعل إيجابية على الأطفال.

العلاج عن بُعد 
وأشارت المدير التنفيذي للرعاية الصحية بالهيئة، إلى أنه استناداً إلى ردود الفعل الإيجابية ورغبة الأهالي في متابعة حالات أبنائهم، بدأت خدمة العلاج عن بُعد، وكان ذلك مع بداية مايو الماضي. 
وقالت: «تم توفير جلسات العلاج عن بُعد متضمنة خدمات العلاج المهني، والعلاج الطبيعي والنفسي، مع التركيز على الخطة المنزلية، للحفاظ على نمو الطفل ومهاراته، وبالتالي ضمان استمرارية الخدمة التي استفاد منها». 
وذكرت الدكتورة تريم، أنه بلغ إجمالي معدل الاستجابة لخدمة العلاج عن بُعد 90%، حيث واجه بقية الآباء بعض الصعوبات في تطبيق الخدمات عن بُعد بسبب ظروف خاصة. 

خدمات المركز
حول دور مركز التدخل المبكر لعلاج الأطفال التابع للهيئة، قالت الدكتورة منال تريم: إن المركز يعد أحد أهم المراكز الرائدة على مستوى المنطقة، في هذا النوع من التخصص الطبي والتأهيلي، ويتولى مهمة الإسهام في تحقيق أهداف وتوجهات حكومة دبي، فيما يخص رعاية أصحاب الهمم، إلى جانب تعزيز منظومة الوقاية من الأمراض التي تتبنى «صحة دبي» تنفيذها.
 وقالت: «المركز يفتح أبوابه للأطفال منذ سن الولادة وحتى السادسة من العمر- في مبنى مستقل وملحق بمبنى مركز المزهر الصحي، وحرصت الهيئة على إضفاء كل عوامل الخصوصية للمتعاملين مع المركز والمترددين عليه من الأطفال وأولياء أمورهم». وأضافت: «تم تزويد المركز بأفضل الوسائل والتجهيزات العلاجية لجميع حالات الإعاقة التي يتم اكتشافها».
وأكدت تريم، أنه انطلاقاً من اهتمام الهيئة بتوفير مستوى راق من الرعاية المتكاملة والشاملة، فقد تم رفد المركز بمجموعة من الكوادر الطبية والطبية المساندة المحترفة، التي تم إعدادها وتأهيلها وتعزيز قدراتها في تخصصات (العلاج الطبيعي، والنفسي، والفيزيائي والوظيفي)، إلى جانب اختصاصي النطق والخدمات الاجتماعية. 
 وأشارت إلى أن الهيئة توفر شبكة مميزة من الاتصال والتواصل مع أولياء أمور الأطفال، يقوم عليها مختصون تم تدريبهم على أعلى مستوى.
وحول طبيعة الخدمات النوعية التي يوفرها (مركز التدخل المبكر)، أوضحت: جاءت بيئة الاستشفاء مميزة بألوانها المحببة للأطفال، ومزودة بمزيج من الوسائل الذكية العلاجية والترفيهية، بجانب التقنيات الحديثة والممارسات الطبية، التي اعتمدها المركز لتكون هي أسلوب العمل، وهي الأدوات الرئيسة لمساعدة الأطفال على إنماء قدراتهم، وفق أعلى المعايير المعمول بها عالمياً، وفي ضوء الأصول الطبية المتعارف عليها.
وقالت الدكتورة منال تريم: المركز يعمل على تقديم خدمات التقييم الشاملة القائمة على الأدلة، والتشخيص، والتدخل العلاجي للأطفال المعرضين، أو الذين يعانون تأخراً في النمو، من أجل تعزيز نمو الطفل إلى أعلى مستوياته الممكنة. 
وأضافت: «وفي ضوء ذلك حرصت الهيئة على توفير جميع الخدمات لهذه الفئة من الأطفال، ومنها: التقييم الشامل، وتقييم الفريق المتعدد التخصصات، والخدمات العلاجية (العلاج الطبيعي، العلاج المهني، علاج النطق)، والدعم الاجتماعي، والوعي المجتمعي، والاستشارة الأسرية».
وذكرت تريم، أن المركز أنجز 3483 جلسة علاجية خلال العام الماضي، تنوعت بين: التقييم المتعدد التخصصات، والعلاج المهني، والعلاج الطبيعي، والاستشارات الطبية التأهيلية، واستشارات علم النفس، وعلاج النطق.