سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أعلنت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إنجاز مشروع تفسير القرآن الكريم، بعد عمل استمر نحو 10 سنوات ليكون إضافة كبيرة لمكتبة العلوم الإسلامية في مجال علوم القرآن الكريم، مشيرة إلى أن أهم ما يميز هذا الإنجاز أنه يقدم تفسيراً ميسراً وسطياً لكتاب الله. 
وقام مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف بدبي بطباعة 5000 نسخة، ليكون باكورة عمليات الطباعة لهذا التفسير، وستتم طباعة هذا التفسير باللغتين الإنجليزية والروسية خلال المرحلة المقبلة، على أن يتبعه طباعته بالكثير من لغات العالم. 
كما أعلنت الدائرة إطلاق موقع متخصص على شبكة الإنترنت بعنوان «المنصة العالمية لمواقيت الصلاة»، بالتعاون مع مركز الفلك الدولي في أبوظبي، موضحة أن هذا الموقع مخصص لحساب مواقيت الصلاة لأي بقعة في العالم، وذلك في إطار توحيد الجهود وتعزيز التبادل المعرفي بين الجهات الحكومية، التي من شأنها أن تعزز القدرة في توفير آليات تساهم بتقديم خدمات عالية الجودة تصل إلى جميع المسلمين عبر العالم.
وقال الدكتور حمد الشيخ أحمد الشيباني، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، في المؤتمر الصحفي أمس للإعلان عن المشروعين: «يعتبر هذا التفسير هدية من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى دول العالم، وهو عمل غير مسبوق على المستوى الإقليمي». 
وأضاف: «يتميز تفسير القرآن الذي أنجزته الدائرة عن مختلف التفاسير الميسرة والمختصرة، بأنه أول تفسير تراجعه مؤسسة علمية جامعية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة العلمية، وهي جامعة القرويين بفاس بالمملكة المغربية». 
وأشار إلى أن هذا التفسير حكّمه ثلة من خبراء التفسير الذين أفنوا أعمارهم في تدريس القرآن الكريم في الجامعات المختلفة.

  • حمد الشيباني يتسلّم نسخة من تفسير القرآن

وبدوره، قال الدكتور عمر محمد الخطيب، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية: «انتهينا من مسودة تفسير القرآن باللغة الروسية، وهو حالياً في التدقيق مع الجهات المختصة في روسيا، تمهيداً لاعتماده والبدء في طباعته». 
وأشار إلى أن تفسير القرآن باللغة الروسية سيكون متاحاً للتداول خلال العام المقبل، موضحاً أن هناك خطة طويلة المدى وضعتها الدائرة لطباعة هذا التفسير بالعديد من اللغات لخدمة المسلمين في شتى بقاع الأرض. 
ولفت الخطيب إلى أن الاهتمام والتركيز في هذا التفسير سيكون على توفير التفسير نفسه، على أن يكون بشكل إلكتروني ومن خلال المنصات الإلكترونية التابعة للدائرة، لتكون عملية الطباعة للتوثيق والتوزيع للجهات أكثر منها للتداول. 
وأكد علي عبد الله الريس، عضو ومسؤول المبادرة، أن فريق العمل من الباحثين والعلماء سطروا كتاب التفسير بلغة سهلة ومعاصرة، يستطيع فهمها عموم القراء على اختلاف ثقافاتهم المعرفية وتفاوت قدراتهم العلمية، وأنه تفسير اقتصر على ما لابد منه لتوضيح المعنى وتحري فيه الابتعاد عن الخلافات العقائدية والفقهية ونحوها، مؤكداً أن مواءمة كل هذه الجوانب هي التحدي الأكبر.

التأثير 
حول إطلاق مشروع المنصة العالمية لمواقيت الصلاة، قال الدكتور علي حسن المرزوقي، مدير إدارة البحوث بالدائرة: «هذا المشروع جاء لتطويع الفرص والاستفادة من التطبيقات التكنولوجية المتقدمة، من خلال توظيف أحدث الممارسات التكنولوجية والمهارات الحيوية لتقديم خدمات على مستوى عالٍ لإحداث تأثير كبير في المنطقة والعالم».
وأضاف: من أهم أهداف إنشاء الموقع، هو حساب مواقيت الصلاة لدول أوروبا عند اختفاء العلامات الشرعية لدخول أوقات الصلاة، ويتميز الموقع بالدقة العالية، حيث تمت مراعاة جميع العوامل المؤثرة على مواقيت الصلاة، من درجة حرارة وضغط جوي وارتفاع عن سطح البحر والإحداثيات الجغرافية الدقيقة لمختلف مناطق العالم.
وأشار المرزوقي، إلى أن الموقع الإلكتروني للمنصة العالمية لمواقيت الصلاة يستخدم أدق المعادلات الفلكية لحساب موقع الشمس في صفحة السماء، كما أنه يراعي تطابق أو تقارب نتائجه مع مواقيت الصلاة الرسمية في مختلف دول العالم. من جهته، أشار المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، إلى أنه يمكن استخدام الموقع من قبل عامة الناس ومن قبل المتخصصين، بحيث يعرض الموقع بداية مواقيت الصلاة اعتماداً على المتغيرات المعتمدة عالمياً.  وقال: «يتيح الموقع المجال للمستخدم لدخول صفحة خاصة للإعدادات التي يمكن من خلالها تغيير إعدادات مواقيت الصلاة المختلفة، كما يتميز الموقع بتنوع طرق اختيار المنطقة المراد حساب مواقيت الصلاة لها، فيمكن اختيار الموقع من خلال البحث في قائمة مدن العالم، أو من خلال قائمة الدول».