رضا سليم (دبي) 

تجتذب السياحة الرياضية أعداداً كبيرة من السائحين للدولة، وتستقطب مختلف شرائح المجتمع المحلي لحضور المنافسات ومتابعة المباريات والسباقات، ما يجعل الرياضة إحدى أهم آليات الترويج للسياحة الداخلية والخارجية، وسجلت السياحة الرياضية في الإمارات أرقاماً وإحصائيات ضخمة على مدار السنوات الماضية، في ظل اهتمام الدولة بدعم وتعزيز دور الرياضة في هذا الجانب.
وجاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» بإطلاق حملة «أجمل شتاء في العالم»، لتضخ مزيداً من الحيوية في قنوات الدعم الذي تقدمه الرياضة للقطاع السياحي، وتعزز استمرار استضافة الأحداث الرياضية التي تجتذب كل الجنسيات من كل بقاع الأرض ومن عشاق مختلف الألعاب.
 ويطل نجوم العالم في كل الألعاب على العالم من نافذة الفعاليات الكبرى التي تستضيفها وتنظمها الإمارات، سواء بالحضور أو المشاركة، أو خلال التنقل بين المرافق السياحية في الأماكن التي تستضيف أحداثاً رياضية كبيرة، وقدمت المجالس الرياضية في أبوظبي ودبي والشارقة نموذجاً يحتذى به في الترويج للدولة، عبر العديد من المنصات الرياضية، إذ تنظم أحداثاً عالمية لها صدى كبير، منها طواف الإمارات للدراجات الهوائية، والذي يمثل فرصة سياحية رائعة للنجوم وعائلاتهم.

 وتسجل الإحصائيات الخاصة بالأحداث والبطولات التي تقام على أرض الدولة أرقاماً قياسية مهمة، لا تتوافر للكثير من دول العالم، وتظهر هذه الأرقام بأحرف من نور على منصات التواصل المختلفة والمواقع الإلكترونية المتخصصة في الشأن الرياضي، لتظل دليلاً على مدى ترويج هذه الأحداث للسياحة داخل الدولة.
 وتأتي الإمارات في مقدمة دول العالم في استضافة معسكرات تدريبية لرياضيي عدد كبير من الدول، خاصة خلال فصل الشتاء، وذلك لسهولة السفر والتنقل والأجواء الآمنة، ووجود المنشآت الرياضية الحديثة والمتكاملة من ملاعب وصالات ومضامير. 
 وتقدم «جزيرة النزال» صورة رائعة عن السياحة الرياضية وتعكس مكانة أبوظبي كمنصة للأحداث العالمية، من خلال استضافة نجوم الرياضة، وتصدرت الرياضات القتالية المشهد بعدما حصلت على اهتمام كبير داخل الدولة في السنوات الماضية، حيث تجذب أعداداً كبيرة من الشباب لمتابعتها. 
 وغيرت جزيرة ياس مفاهيم العالم الذي كان يتابعها عبر بوابة سباق جائزة الاتحاد للفورمولاـ1 في حلبة ياس، الجولة الختامية من بطولة العالم، وهو الحدث الترفيهي والرياضي الأضخم في المنطقة، والذي يشهد إقبالاً هائلاً من هواة رياضة سباقات السيارات ومحبي الأجواء الاحتفالية، الراغبين بالاستمتاع بالفعاليات المتنوعة من 170 دولة من مختلف أنحاء العالم.

وتستضيف الإمارات سنوياً عدداً كبيراً من بطولات الجولف في أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة وغيرها من إمارات الدولة، وهي اللعبة التي تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة في العالم، وتبرز وسط هذه الأحداث بطولة «جولة موانئ دبي العالمية»، التي تقام في ملعب النار بمشاركة أفضل 50 لاعباً في لائحة «السباق إلى دبي» للجولة الأوروبية للجولف، الذين يتنافسون على اللقب ذي الجائزة المالية الأغلى في العالم التي تقدم للبطل، وتناهز 3 ملايين دولار أميركي، فيما يصل مجموع الجوائز الكلية للبطولة و«السباق إلى دبي» إلى نحو 13 مليون دولار.
 وهناك أحداث خطفت الأضواء في مقدمتها استضافة الإمارات لبطولة دوري الكريكيت الهندي للمحترفين، بمشاركة أقوى 8 فرق تضم نخبة اللاعبين العالميين من مختلف الجنسيات خاضوا 60 مباراة على أرض الدولة خلال 56 يوماً، بواقع 20 مباراة في أبوظبي و24 في دبي، و12 في الشارقة، وهو الحدث الذي يجتذب اهتمام الملايين، ويكفي أن الكريكيت الهندي يتابعه أكثر من 200 مليون شخص حول العالم. 
 وهناك العديد من المبادرات التي كانت لها بصمة ترويجية للدولة، منها مبادرة تحدي دبي للياقة التي يشارك فيها أكثر من مليون شخص سنوياً، إلا أن هذا العام تزايد العدد من خلال وجود تحديات افتراضية، والأهم أنها أيضاً منصة واسعة للنجوم العالميين الذين دائماً يشاركون في الأحداث كنوع من الجذب للجمهور.