أبوظبي (وام)

اختتم «مختبر اليوبيل» أول مراحل «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل 2021» بدورته الثالثة بجلسة عصف ذهني حضرها معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، واستمع خلالها لأفكار وحلول تشكل «خريطة المستقبل» ومن المقرر عرضها خلال الفعالية الرئيسية لـ«مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» التي تعقد افتراضياً في 14 مارس القادم.
ويشتمل «مختبر اليوبيل» على مختبر افتراضي عقد لثلاثة أيام بإشراف نخبة من الخبراء والمختصين، وناقش خلاله المشاركون الـ 100 الذين تم توزيعهم على عدة مجموعات القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي، والتي تمحورت حول موضوعات، مثل الاستدامة، والبصمة الكربونية الفردية، وهدر الطعام، وترشيد استهلاك الطاقة، وتطوير قطاع التعليم، وصناعة التكنولوجيا، إلى جانب آليات مبتكرة للتصدي للأخبار المفبركة والكاذبة. ويهدف «مختبر اليوبيل» إلى توفير بيئة ديناميكية تعاونية لتحفيز الشباب على إطلاق طاقاتهم الكامنة من أجل طرح وبلورة أفكار إبداعية جديدة لرسم خريطة مستقبلية لمسار التنمية والتطور لدولة الإمارات في الخمسين عاماً القادمة. وقال معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي: دعم رواد الأعمال والاهتمام بالمواهب الوطنية الشابة والناشئة أولوية رئيسية لقيادتنا الرشيدة التي تؤمن بأن رصيد إنجازات دولتنا في المستقبل هو ما نستثمره اليوم لتطوير قدرات وصقل مهارات شبابنا ليكونوا الركيزة الرئيسية والأهم في تحقيق أهدافنا الوطنية وخططنا الاستراتيجية خلال الخمسين عاماً المقبلة. وأضاف معاليه أن مفهوم العمل على تنمية روح ريادة الأعمال لدى الشباب هو نهج ثابت ومتأصل في دولة الإمارات التي باتت اليوم تزخر بالكثير من قصص النجاح الريادية التي صنعها شبابها، و«مختبر اليوبيل» يشكل منصة مثالية وبيئة تعاونية للإلهام والتعليم والتواصل وتحفيز المواهب الشابة والناشئة على تقديم مجموعة من الرؤى والإبداعات التي تشكل حلولاً مبتكرة في قطاعات متعددة تدعم مسيرة صناعة مستقبل مشرق لدولتنا. وقال معاليه: نحن فخورون اليوم بهذه المقترحات والأفكار المبتكرة التي تؤسس لمشاريع ريادية مستدامة، وإنجازات شبابية أخرى في المستقبل، وتعزز من قدرتنا على مواصلة مسيرة الإنجازات وتحقيق الرؤية المئوية لدولة الإمارات بصدارة دول العالم.

أفكار إبداعية
من جانبه، قال محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي: تتماشى فعاليات «مختبر اليوبيل» مع توجيهات القيادة الرشيدة بإشراك الشباب والمواهب الوطنية الناشئة في رسم ملامح الخمسين القادمة، وقد حرصنا من خلال تصميم أنشطة هذا المختبر على اعتماد منهج علمي ومدروس يحفز الابتكار لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من الطاقات الشابة والمواهب الناشئة، وتوظيفها على نحو أمثل بما يدعم جهود مؤسساتنا الوطنية في صناعة غد أفضل لدولة الإمارات عبر توفير بيئة افتراضية، وأدوات تعليمية، ومجموعة سيناريوهات تحاكي المستقبل تعمل بشكل متكامل لتوجيه طاقات المشاركين وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم من أفكار إبداعية تكون ركيزة أساسية في تطوير القطاعات الرئيسة في دولة الإمارات. وعلى مدار الثلاثة أيام التي انعقد فيها المختبر الافتراضي، أبدى المشاركون حرصاً على المساهمة في صناعة مستقبل مشرق لدولة الإمارات من خلال حوارات معمقة، وتقديم تصورات مبتكرة حول مستقبل عدد من القطاعات الرئيسية مثل التعليم، والطب، والزراعة، ودور التكنولوجيا المتقدمة في الوصول إلى مستقبل مشرق، وذلك من خلال طرح 9 حلول من شأنها المساهمة في تطوير هذه القطاعات والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة فيها. وقدم المشاركون مقترحاً لتطوير منظومة التعليم الحالية لتكون موجهة أكثر، وتستهدف الأفراد بشكل أكبر، والعمل على منظومة تعليمية تواكب العصر، وتضمن تعزيز جاهزية الشباب لمرحلة ما بعد الدراسة.

التكنولوجيا
وعلى صعيد التكنولوجيا، رأى المشاركون أن الاستفادة المثلى من تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة لا يمكن أن تتحقق ما لم يغير الأفراد والمجتمعات سلوكياتهم الحالية، فيما يتعين التوسع في صناعة التكنولوجيا على مستوى دول العالم. واقترح المشاركون ضرورة عمل الحكومات على تذليل العقبات التي تواجه رواد الأعمال الشباب من خلال توفير الدعم والموارد التي تمكنهم من تحويل هذه التحديات إلى فرص تسهم في نمو أعمالهم.. كما ناقشوا أفكاراً ومقترحات عدة للحد من هدر الطعام الذي يقدر حجمه على مستوى دولة الإمارات بحوالي 15 مليار درهم سنوياً.
 وخلال دورته الثالثة، يقدم «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل 2021» الذي ينظمه مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي نموذجاً مبتكراً لتعزيز التواصل بين القيادة الرشيدة لدولة الإمارات مع شبابها، من خلال حوارات تفاعلية مشتركة ميدانية وافتراضية لتحفيز الشباب على تبادل الرؤى والأفكار، والوصول إلى حلول تسهم في صناعة المستقبل.
وقد تم تصميم هذا النموذج وفق دراسة استطلاعية تم إجراؤها مع الشباب لاستكشاف رؤاهم الجديدة حول أجندة دولة الإمارات في المستقبل، حيث أظهرت الدراسة الحاجة إلى الاستفادة من قدرات الشباب وتعزيز مشاركتهم في رسم ملامح مستقبل دولة الإمارات.
كما تم تصميم برنامج «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» بدورته الحالية ليشكل منصة للحوار مع الشباب حول المستقبل، من خلال التركيز على 3 محاور رئيسة هي، كيفية تحفيز الشباب على التأقلم مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم عبر اكتساب مهارات ومعارف جديدة لزيادة قدراتهم وإثراء خبراتهم وتعزيز جاهزيتهم للمستقبل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أفكار الشباب المبتكرة والمبدعة لإيجاد فرص جديدة في كافة المجالات، وكذلك التركيز على دور الشباب المحوري، والمهم في مواصلة مسيرة التميز خلال الخمسين عاماً القادمة.