سامي عبد الرؤوف (دبي)

انطلقت منافسات المسابقة الدولية للقرآن الكريم إحدى فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الرابعة والعشرين، دورة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، بحضور الشيخ سعيد بن حمدان بن راشد آل مكتوم والمستشار إبراهيم محمد بوملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة وبلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي وأعضاء اللجنة المنظمة للجائزة وجمع من الحضور مع تطبيق الإجراءات الاحترازية المعتادة.
بدأ حفل افتتاح المسابقة، مساء أمس الأول «الأربعاء» في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بتلاوة آي من الذكر الحكيم، وتضمن فيلماً تسجيلياً من إعداد وإنتاج وحدة الإعلام بالجائزة عن مراحل العمل بمصحف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله»، حتى لحظة طباعته والبدء بتوزيعه.
ثم ألقى الدكتور سعيد عبدالله حارب، نائب رئيس اللجنة المنظمة للجائزة، كلمة الجائزة بمناسبة إنجاز مصحف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مشيراً إلى أن الجائزة تشرّفت بإعداده والعمل على طباعة مليون نسخة منه، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تكريماً لأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» بمناسبة اختياره الشخصية الإسلامية في الدورة الخامسة عشرة للجائزة. 
وقال: «إن إنجاز هذا المصحف قد جاء في أجمل صورة وأبهى حلة بعد ست سنوات من العمل، تم فيها إعداد المصحف بخط النسخ الجلي على ورق مصنوع يدوياً دون أن تدخل به أية مواد كيماوية». 
وأضاف: «كما أن الحبر المستخدم قد تم إعداده يدوياً كذلك دون أن تدخل به أية مواد كيماوية أيضاً، كما تم تصميم الزخرفة الخاصة بالمصحف مستلهمة من أسلوب الزخرفة الكلاسيكية وبروحية واحدة في الغلاف، وفي الصفحات الداخلية والفهرس».  

  • المتسابق السوداني يؤدي الاختبارات أمام لجنة التحكيم الدولية (من المصدر)

وأشار إلى أنه استخدمت في طباعته أحدث معايير الطباعة مع استخدام لون ذهبي خاص، وقد تم إصداره بثلاثة أحجام حتى يسهل على القارئ تداوله وتلاوته، حيث سيتم توزيع هذه الإصدارات في شتى أرجاء العالم، وتمت طباعته في مركز محمد بن راشد آل مكتوم لطباعة المصحف الشريف، التابع لمؤسسة دبي للإعلام، وأكد أن هذا العمل يأتي تأكيداً للدور الريادي الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة كتاب الله والعناية به حفظاً ودراسة ونشراً. 
وقال: «كما يأتي تنفيذاً للتوجيهات الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي جعل الاهتمام بكتاب الله إحدى الأعمال الجليلة التي يقوم بها، والتي تمثلت إحداها بإقامة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بكافة فروعها وأنشطتها». 
ثم ألقى المستشار إبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم قصيدة بمناسبة البدء بتوزيع مصحف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.   بعد ذلك تحدث فضيلة الشيخ الدكتور سالم محمد الدوبي المازمي، رئيس لجنة التحكيم للمسابقة الدولية بقراءة كلمة الافتتاح، وقام بشرح لائحة تحكيم المسابقة الدولية للقرآن الكريم والشروط والمعايير الواجب معرفتها من قبل المتسابقين. 
وقال: «إن جائزة دبي الدولية للقرآن أصبحت ملتقى قرآنيا عالميا، ومحط الأنظار ومهوى المتنافسين في العالم، يشهد الجميع بمكانتها الدولية وما تتميز بها من حضور وإمكانات جعلها بين أفضل الجوائز القرآنية عالمياً». وأضاف: «نجتمع اليوم رغم تحديات الجائحة للاحتفال بأهل القرآن، الذي دائماً ما ترعاهم دولة الإمارات وينالون اهتمام قيادتنا الرشيدة، التي تولي اهتماماً كبيراً بكتاب الله وأهله».  وأشار الدوبي إلى أن درجات المتنافسين تقسم على 3 أقسام، هي: الحفظ ويستحوذ على 70 درجة، و25 درجة للتجويد و5 درجات للأداء، حيث يوجه إلى كل متسابق 5 أسئلة بواقع صفحة لكل سؤال. وخاض منافسات اليوم الأول للمسابقة، 4 متسابقين، وقرؤوا برواية حفص. وشهد اليوم الأول للدورة الرابعة والعشرين لمسابقة دبي الدولية للقرآن، انطلاقة قوية للمتسابقين، الذين أظهر أداؤهم مدى تميز الدورة بمستويات عالية من الإجادة.

قصيدة شعرية بمناسبة إصدار مصحف صاحب السمو رئيس الدولة
ماذا أقول اليوم إني مفعمٌ             فرحاً يعمّ القلب والتفكيرا
وأكاد أن أصل الثريا همّةً             إذ ما تحقق كان جدّ كبيرا
هو إثمد للعين يبري ما بها            مما أفاض الدمع فيها غزيرا
يا قرّةَ القلب الموقّدِ جمره             إذ قد تنفس من لظاه عبيرا
ماذا أجل من الهدى في مصحف       يحوي من العذَب الرويّ غديرا
يسقي نفوس الباحثين عن الهدى       صوب الحقيقة ساطعاً ومنيرا
هذا أجل هدية تهدى إلى              رمز البلاد عن الولا تعبيرا
هذا هو الإسلام مصحف أحمدٍ        يا من بذي الخيرات كان جديرا
أهداه شيخ فاضل في سعيه           لأخيه تكريماً له وسرورا
بالفوز في أم الجوائز كلها             أضحت لمن خدم الهدى تقديرا
سماه باسم خليفة الخير الذي        من كان للدين الحنيف ظهيرا
إبن الكرام وإبن من هو قد سما       يرجو مقاماً طيباً وكبيرا
من إبن راشد للصفيّ خليفةٍ           أنعم وأكرم قائداً مشهورا
ما من هناك أجل من هذا الذي        أهديته يبقى لديه أثيرا
يبقى على مر الدهور ضياؤه           وبذي الحياة مؤثراً تأثيرا
يسني المدى من ضوء بارق مفعمٍ        بالخير أطرب ما يكون خريرا
كلفتنا بالأمر أمر محبةٍ                إذ قد غدا شرفاً لنا وحبورا
فكلام رب العالمين نفائسٌ              أغلى من الكون البديع كثيرا
هو بلسم الأرواح يشفي داءها           في كل حال يستوي اكسيرا
وبصيرة في قلب كل موحد             يهدي قلوب الحائرين نميرا
ويضيف إعجازاً وعلماً رائعاً            وثقافة تحدو الدنا تطويرا
ويشيد في الدنيا معالم نهضةٍ           شمّاء تشدو في الورى تعميرا
فيه النجاة لكل من يسعى له           يلقاه دفء محبةٍ وصدورا
يلقى به كل الأطايب والمنى              يلقاه دوحاً يانعاً وزهورا
ويعانق البسمات في آياته              والأمن والإيمان والتيسيرا
ويرى جمال الحب فيه معتقاً           بين الرعية منعماً وفقيرا
لا فرق بينهم جميعاً إنهم              متكافئون مواطناً وأميرا
يتعبدون الله في آياته                 لا يفترون تلاوة وشعورا
يتنافسون على قراءته وقد             بذلوا بذلك همةً ونفيرا
يتسابقون إلى الرضا أنعم به         مولىً كريماً محسناً وغفورا
يهديه رب الكون جل جلاله            إذ قد تيسر آيهْ تيسيرا
وختامها فيض الصلاة على الذي       هام الوجود بذكره تعبيرا
عن حب أحمد في الورى حباً غدا      كهوىً تلظّى في الفؤاد سعيرا
صلى عليه الله في عليائه             ما عطّر الدوح المدى تعطيرا
أو ما شدى طير المحبة للصبا         أو ما جرى فيض الغيوث غديرا