قامت هيئة البيئة - أبوظبي بزراعة 25 بادرة من أشجار السرح ضمن حدود متنزه جبل حفيت الوطني وذلك ضمن برنامج حفظ وإكثار النباتات المحلية الهامة. و يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي بإكثار شجرة " السرح " المحلية والحفاظ عليها . 
وتعتبر شجرة السرح من الأشجار المحلية التي تدعم التنوع البيولوجي وتضفي جمالاً على البيئة البرية بالإمارة، وهي من أندر الأنواع النباتية في دولة الإمارات حيث تم تسجيلها سابقاً في إمارة رأس الخيمة فقط في حين سجلت ووثقت الهيئة خلال منتصف العام الماضي وجود شجرة واحدة فقط في إمارة أبوظبي، يقدر عمرها بما يزيد عن 100 عام، وتحديداً ضمن أحد التشكيلات الصخرية في منطقة ملاقط شرقي مدينة العين بالقرب من الحدود مع سلطنة عُمان ضمن منطقة محاطة بشبك يصعب الدخول إليها الأمر الذي ساهم في توفير الحماية للشجرة الأخيرة من هذا النوع في الإمارة.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي "إنه وبعد صدور توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، قامت الهيئة بإجراء محاولات عديدة لإكثار شجرة السرح حيث تمت زراعة بذور لها لإكثارها في المشتل الذي تديره الهيئة في منطقة الظفرة، حيث تم إنتاج ما يزيد عن 50 بادرة صغيرة تمت إعادة زراعة 25 بادرة منها ضمن حدود متنزه جبل حفيت الوطني".
وأشارت سعادتها إلى "أن الهيئة قامت بعمل حاضنات صغيرة لتوفير الحماية والظل للبادرات وتقليل التبخر والإجهاد، حيث يتم في المرحلة الأولى تزويدها بالمياه ومن ثم سيتم تقليل الري تدريجياً ليتسنى نموها دون الحاجة إلى الري مع الاستمرار بمراقبة ومتابعة نمو الأشجار وتأقلمها مع البيئة المحيطة. وأكدت سعادة د. الظاهري أن الهيئة ستستمر في عمليات إكثار السرح وإعادة تأهيل موائلها الطبيعية عبر إعادة زراعتها ضمن مجموعات نباتية مميزة لتلك الموائل في مواقع مختارة من موائله الطبيعية".
ومن جهته قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة، إن شجرة السرح، التي تم تسجيلها في دولة الإمارات فقط في رأس الخيمة، هي شجرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار تقريباً ذات أوراق صغيرة بيضاوية جلدية الملمس وهي تكون كثيفة على الأفرع مما يعطي للشجرة تاجاً خضرياً كروياً كثيفاً يؤمن الظل بشكل ممتاز عند اكتمال نموه. أزهارها شعاعية مفردة تتشكل في شهر يناير وفبراير وتتحول إلى ثمار قرنية صغيرة تنضج في شهري مارس وأبريل.
وأضاف الهاشمي أن شجرة السرح تعتبر من الأشجار ذات الانتشار الأفريقي والتي تتسرب في انتشارها في حدود دنيا إلى شبه الجزيرة العربية في كل من المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين وجمهورية اليمن والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة. وتمثل كل من سلطنة عُمان ودولة الإمارات الحد الشرقي العالمي لانتشار هذا النوع حيث يقف فيها ولا يتجاوزها شرقاً.