سامي عبد الرؤوف (دبي)

أوضح مسؤولو مجموعة من الجمعيات الخيرية، تطبيق 9 إجراءات احترازية خلال شهر رمضان الفضيل لحماية المستفيدين والموظفين من الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، مؤكدين في الوقت نفسه أهمية التزام الجميع بهذه التعليمات الصادرة عن الجهات الصحية. 
وقالوا في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن «أعمال الحملة الرمضانية لتوزيع المساعدات النقدية أو الغذائية لم تتأثر سلباً بتطبيق هذه الإجراءات، حيث تسير الأعمال بشكل طبيعي وتلقائي وبنفس الجودة والسرعة التي كانت قبل الجائحة». 
وأكدوا نجاح الجمعيات والمؤسسات الخيرية في الدولة في الوصول إلى المحتاجين داخل الإمارات، في ظل الإجراءات الوقائية ومع التقيد بالتدابير الاحترازية، مشيرين إلى أن هذا الأمر اتخذ أشكالاً عدة ومر بقنوات متنوعة، على امتداد فترة الجائحة، لتقود إلى هذا النجاح وتحقيق أهدافها، المتمثلة في استمرارية العمل الخيري والإنساني واستدامته خلال الجائحة والأزمات إجمالاً، مع تقديم العون والمساعدة لذوي الدخل المحدود.

  • عابدين العوضي

الوصول للمستفيدين 
بداية، قال عابدين طاهر العوضي، مدير عام جمعية بيت الخير: «وزعت الجمعية المير الرمضاني على المستحقين مباشرة عبر المؤسسات التجارية المتعاونة والمعتمدة في مختلف الإمارات، بحيث يختار المستفيدون احتياجاتهم الغذائية للشهر الفضيل حسب رغبتهم، ضمن المبالغ المحددة لكل عائلة، حسب وضعها المادي، وعدد أفرادها». 
وأضاف: «ونظراً للإجراءات الاحترازية، فقد زودت الجمعية هذه التعاونيات بكشوف موثقة تتضمن أسماء المخولين أو المخولات بالاستلام باسم كل أسرة في كل إمارة من إمارات الدولة، بحيث يتم استلام المير المقرر بموجب هوية الإمارات في أي وقت تريد».
وأشار إلى توصيل المساعدات المالية للمحتاجين عن طريق البنوك أو الصرافة، حيث تعتمد «بيت الخير» نظام البطاقات البنكية لتسليم المساعدات النقدية للحالات الشهرية، دون حاجة الحالة لزيارة الجمعية، حيث ينزل المبلغ تلقائياً في بطاقات الحالات الشهرية في الوقت المحدد. 
وذكر أن الجمعية تعتمد نظام التحويل عبر شركة الصرافة المعتمدة لتقديم المساعدات الطارئة، بحيث تصل المبالغ للحالات في الوقت المناسب، وبأكثر الطرق أماناً.
ولفت العوضي، إلى أن الجمعية عززت الطرق الإلكترونية لتلقي التبرعات لمنع الازدحام أو الاختلاط للحد من تداعيات انتشار فيروس «كورونا»، ومن أبرز قنوات الأون لاين لاستقبال التبرعات، الموقع الإلكتروني، والتطبيق الذكي، والرسائل النصية القصيرة، بالإضافة إلى الإيداع البنكي، والتواصل عبر الهاتف المجاني 80022554 أو تطبيق «واتسآب». 
وعن تقديم طلبات المساعدة، أجاب: يمكن التقديم عبر الموقع الرسمي للجمعية، حيث يمكن لطالبي المساعدة تقديم الطلب عبر الموقع بملء البيانات اللازمة، وإرفاق الأوراق المطلوبة، ليتم مباشرة فرز الطلب آلياً، عن طريق نظام «النقاط الخضراء» الذكي، الذي فعّلته الجمعية لاختيار أكثر الناس حاجة. 
وأفاد أنه يتم التواصل مع الحالات خلال مرحلة دراسة الطلب عبر الرسائل النصية القصيرة، لإعلامهم بالمستجدات، ويوفر لهم الموقع الإلكتروني خانة «الدردشة» للاستفسار من الباحثة عن طلبهم مباشرة.

  • سعيد المزروعي

الوجبات الجاهزة 
وعن الإجراءات الاحترازية في حال توزيع وجبات الإفطار الجاهزة، ذكر سعيد مبارك المزروعي، نائب المدير العام لجمعية بيت الخير، أنه يتم توزيع وجبات إفطار صائم التي توزعها الجمعية على العمال الصائمين باتباع صارم للإجراءات الاحترازية، بحيث تحفظ هذه الوجبات في صناديق خاصة، وتتم المحافظة على المسافة الآمنة بين أعضاء الفريق الميداني. 
وأشار إلى أن فريق الجمعية يلتزمون بارتداء الكمامة والقفازات، ويقومون بتسليم الوجبات لمشرف السكن أو المبنى، الذي يوزعها بدوره على العمال، تجنباً لاكتظاظهم، وحفاظاً على سلامتهم.
وأفاد المزروعي، أن الجمعية تتبع نظام حكومة دبي في التعامل مع الموظفين المصابين والمخالطين لمصاب، حفاظاً على سلامتهم وسلامة زملائهم، كما تتيح فرصة العمل عن بُعد للموظفين الذين يعانون من أعراض الفيروس إلى حين التثبت من سلامتهم بإحضار نتيجة سلبية لمسحة «كورونا». 
ولفت إلى عدم استقبال الجمعية للحالات والمراجعين، بحيث يتم التواصل معهم عبر عدة قنوات للتواصل، وأتاحت لهم أرقاماً على الواتساب للتواصل مع الباحثة المعنية مباشرة، ومتابعة طلباتهم.

  • محمد المهيري

استثمار ناجح
 قال محمد سهيل المهيري، عضو مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لجمعية دار البر: إن «الجمعية استثمرت على مدار الأعوام الماضية في التطبيقات الذكية والخدمات الإلكترونية بتوسع وفاعلية، تجسيدا لسياسة الدولة ورؤيتها وتوجيهات قيادتنا الرشيدة». 
وأضاف: «واكتسبت الجمعية وطواقمها خبرات متراكمة في العمل الإلكتروني والخدمات الذكية في الأعوام الماضية، الأمر، الذي أثبت أهميته وفاعليته خلال الجائحة، ليمثل هذا الاستثمار وتلك الخدمات جسر العبور إلى بر الأمان خلال أزمة تفشي الفيروس». 
وأشار إلى أن «دار البر» ومؤسسات العمل الخيري الإماراتي تمكنت من مواصلة أداء أدوارها الإنسانية والاجتماعية والتنموية، خلال الجائحة، دون أي اختلاط يؤثر على صحة المستفيدين من خدماتها والمتعاملين معها، من المحتاجين والمحسنين، بجانب حماية صحة طواقمها، تفادياً للإصابة بفيروس «كوفيد-19». 
وأوضح أن ذلك حدث عبر تكفل الجمعية بتوصل المساعدات الغذائية والتموينية للمحتاجين في منازلهم، وتحويل المساعدات المالية للمستحقين عن طريق البنوك المعتمدة لديها وشركات الصرافة، التي وقعت معها اتفاقية خاصة بهذا الشأن، بجانب توصيل المير الرمضاني من (السلال الغذائية) إلى المستفيدين بآليات آمنة، تلتزم بالتباعد والتعقيم وارتداء الكمامات وغيرها من شروط الأمان. 
وعن تعزيز سبل الحفاظ على سلامة الموظفين والمستفيدين من خدماتها من الإصابة بفيروس «كورونا المستجد»، خلال انتشار الفيروس، أوضح المهيري، أن المنصات والتطبيقات الإلكترونية مثلت الطريق الآمن للعمل الخيري في الإمارات والعالم، طيلة الجائحة، سواء لتلقي التبرعات من المحسنين وأهل الخير، أو إرسالها وتسليمها لمستحقيها، بهدف منع الازدحام والاختلاط، وبالتالي الحد من تداعيات انتشار «كورونا»، بالإضافة إلى تطبيق حزمة التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية بدقة.

  • حصة محمد

شمولية الإجراءات 
قالت الدكتورة حصة محمد عمر بن حيدر، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد عمر بن حيدر الخيرية: «طبقنا الإجراءات الاحترازية من وقت استلام طلب المساعدة حتى مغادرة المستفيد، حيث جعلنا تقديم طلبات المساعدة تقدم أون لاين لمنع التواصل المباشر بين مقدم الطلب والموظف». 
وأضافت: «وزعنا المير الرمضاني «السلال الغذائية»، وتأكدنا من ارتداء الجميع الكمامات والقفازات للموظفين واستخدام المعقم، وإعطاء مواعيد مسبقة للحصول على المير، وتعقيم مكان التوزيع عدة مرات باليوم، سواء أثناء أو بعد انتهاء التوزيع». 
وأشارت إلى أن توزيع المير يتم على دفعات، بحيث يستمر طوال الشهر لمنع التكدس.